أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام - الصفحه 10

ب - القصد المباشر وغير المباشر

يرى العلّامة العسكري في مقدّمة مرآة العقول الذي صدر فيما بعد تحت عنوان «معالم المدرستين» أنّ الإمام الحسين عليه السلام قصد الشهادة ، ولكنّه كان يريد أن يقوم الناس بثورة مسلّحة ضدّ حكم يزيد . ۱

ج - إقامة الحكم مع العلم بالشهادة

يقول آية اللَّه رضا الاُستادي :
نحن لا نقول بأنّ الإمام ذهب بهدف القتل، بل نقول إنّه ذهب رغم أنّه كان يعلم بأنّه سوف يقتل، لكن على الظاهر إنّه ذهب لإقامة الحكم بدعوة أهل الكوفة۲.
وبعد استعراض هذه الآراء، نسلّط الضوء على بعض الأسئلة والإبهامات والنقود الواردة عليها بصورة إجمالية ، دون أن نقصد التفصيل والدراسة الشاملة:
1 . لم تكن الشهادة هدف الإمام ومقصده كما مرّ، رغم أنّها مقصودة، وقد خلط اُولئك الذين اعتبروا طلب الشهادة هدفاً بين المقصد والمقصود من جهة ، وتجاهلوا من جهة اُخرى أقوال الإمام الحسين عليه السلام وخطبه وكتبه، حيث أكّد الإمام في هذه المجموعة على أهداف غير طلب الشهادة.
2 . المعتقدون بنظريّة إقامة الحكم لم يسلّطوا الضوء على علم الإمام بالشهادة ، إن لم نقل إنّهم تجاهلوه ، رغم أنّ النصوص الدالّة عليه متواترة. ومن جهة اُخرى فإنّ المصدر الذي استندوا إليه في استخراج هذا الهدف هو أقوال الإمام الحسين عليه السلام وخطبه وكتبه (إلى أهل الكوفة والبصرة) وإرساله مبعوثه إلى الكوفة ، وأخذ مبعوثه (مسلم) البيعة له ، وإعلانه بالالتزام بالبيعة ، ومصادرته قافلة تجاريّة ليزيد مع شواهد اُخرى من هذا القبيل . طبعاً في مجموعة أقوال وكتب الإمام عليه السلام ، وما نراه في هذه‏المجموعة هو الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح اُمور الاُمّة، وإحياء سنّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ولا تدلّ بصراحة على عزمه إقامة الحكم إلّا إذا اعتبرناها ملازمة لإقامة الحكم. نعم، عندما امتنع عن البيعة أشار في بعض النصوص إلى عدم كفاءة يزيد وأحقّيته في أمر الخلافة.
ومن جهة اُخرى فإنّ تعبير «الخروج» في كلام الإمام الحسين عليه السلام لا يعني الثورة، بل يعني - في جميع المواضع - الخروج من المدينة ، وقد يعبّر عنه خطأً بالثورة.
3 . ليس لنظريّة المحافظة على النفس أيّ شاهد كلاميّ وتاريخيّ ، ولذلك فإنّها غير قابلة للعرض، وفي نفس الوقت فإنّها لا تنسجم مع شؤون الإمامة.
4 . يجب الحديث فيما يتعلّق بنظريّة الجمع عمّا ذكرناه في الفقرتين الاُولى والثانية، علماً أنّ بعض وجوه هذه الحادثة تمّ تجاهلها في هذا التحليل - كالنظريّات الثلاث الاُولى - حيث سنتناولها في المباحث القادمة .

1.مقدّمة مرآة العقول : ج ۲ ص ۴۹۳ - ۴۹۴ ؛ معالم المدرستين: ج ۳ ص ۳۰۸ .

2.سرگذشت كتاب شهيد جاويد «بالفارسية»: ص ۳۳۹.

الصفحه من 15