الإفادة بطريق حديث « النظر إلي علي عبادة » - الصفحه 240

[التمهيد]

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا محمدٍ وعلى آله الطيّبين الطاهرين .
وبعد : فإنّ من أعظم أسباب التفضيل بين الصحابة كثرة المناقب وجُموم الفضائل .
وقد اتّفق العلماء على أنّه لم يرد في حقّ أحدٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الفضائل ما ورد لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام ۱ .
فلذا اعتنى أكابر العلماء والمحدّثين بجمع تلك الفضائل في كتبٍ مستقلّةٍ كثيرةٍ جدّاً .
ومنهم من صرف عنايته لجمع واحدةٍ من تلك الفضائل والمناقب من طرقه المختلفة ، كحديث الغدير أو الموالاة وحديث الطير ، وحديث ردّ الشمس ، وحديث أنا مدينة العلم وعليّ بابها . . . وغيرها .
ومن فرسان هذا الميدان العلّامة المحدّث السيّد عبدالعزيز بن محمد بن الصدّيق الحسني الغُماري الطنجي رحمه الله تعالى ، حيث صنّف هذا الكتاب في إثبات صحّة حديث : «النظر إلى عليٍّ عبادة» .
وقد بيّن في مقدّمة فضل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام على جميع الصحابة ، وسرد طرق هذا الحديث وناقش دعاوى من ردّه وحكم بوضعه بأسلوبوٍ متين قلّما يتّفق للمتأخّرين من أهل الحديث .
وكان شقيقه العلّامة المحدّث السيّد عبدالله بن الصدّيق قد نوّه بهذا الكتاب قبل سنين في تعليقه على (تنزيه الشريعة المرفوعة) ۲ لأبي الحسن علي بن محمد بن عرّاق الكناني ، ولكن لم يقع بأيدينا إلّا قبل مدّة قصيرة ، فعزمنا على إخراجه بحلّةٍ تليق به وبمكانة مؤلّفه السامية .
والله العليّ العظيم نسأل أن يوفّقنا لما يحب ويرضى ، إنّه سميع مجيب .

1.تاريخ الخلفاء للسيوطي : ۱۶۸ ـ الصواعق المحرقة لابن حجر المكّي : ۱۲۰ ـ ۱۲۱ .

2.تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ۱/۳۸۳ .

الصفحه من 303