أنّ شهرة الخبر روائياً لم تلحظ في هذا المنهج، وبتعبير أدقّ: إنّ زبدة الكافي زبدة للأسانيد لا للمتون لأنّ أغلب الأسانيد التي أهملها في الزبدة اتّفقت متونها إما بالنصّ تارةً أو المضمون اُخرى مع المتون المروية بالأسانيد الصحاح، ومع هذا فإنّ ما فاته منها ليس قليلاً.
ومهما يكن فإنّ من لا خبرة له قد يظنّ بأنّ التصنيف الجديد قد اودى بثلثي أخبار الكافي متخذاً من زبدة البهبودي مثالاً، وهو ليس كذلك كما بينّاه.
حكاية عرض الكافي على الإمام المهدي عليه السّلام :
قد تجد في الآوان الأخير من يخالف سيرة علماء الشيعة، ويتشبّثُ بحكاية عرض الكافي على الإمام المهدي عليه السّلام ، ويستنصر لمقولة (الكافي كافٍ لشيعتنا) بعد تلطيفها! وينسب للكليني رحمه الله على أثر ذلك أشياء لا دليل عليها، فتراه يجزم تارةً بأنّ للكليني صلاتٍ وتردداً مع السفراء الأربعة (رض)، ويؤكّد تارةً اُخرى على أنّ كبار علماء الشيعة كانوا يأتون الى الكليني ويسألونه وهو في مجالس سفراء الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وثالثة يتساء ل: كيف لم يطلب أحد السفراء من الكليني كتابه لعرضه على الإمام عليه السّلام ؟ وهلّا حظي الكافي بعناية السفراء واهتمامهم، مع أنّهم كانوا يولون العناية لما هو أقلّ شأناً من الكافي؟
ولمّا كان يرى قبول حكاية العرض إفراطاً، ونفيها تفريطاً، حاول تلطيفها والاتيان بقولٍ وسطٍ شاذٍ مضحكٍ، وهو احتمال عرض بعض أجزاء الكافي على الإمام المهديّ عليه السّلام !
وجميع هذا الكلام باطل؛ لأنّ ما يعنيه عرض أجزاء من الكافي هو إمّا أن تكون أحاديث تلك الأجزاء المعروضة موضع تأمّل الكليني، أوْ لا.
وعلى الأوّل: يمكن له فحصها بنحو ما فحص به أحاديث الأجزاء التي لم