مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 239

صرّح بعدمه المحدّث الاسترابادي الذي رام أن يجعل تمام أحاديثه [أي: الكافي قطعيّة، لما عنده من القرائن التي لا تنهض لذلك، ومع ذلك صرّح بأنّه لا أصل له» ۱ .
ومع هذا الإجماع الشيعي على ردّ «الكافي كاف لشيعتنا» نجد اليوم في خصوم الشيعة مَنْ يتمسّك به ويجعله دليلاً على اعتقاد الشيعة بقطعيّة صدور جميع أحاديث الكافي عن أهل البيت عليهم السّلام ۲ ، على الرغم من الموقف الشيعي العلمي الرافض لدعوى القطعيّة.

بيان موقف علماء الشيعة من أحاديث الكافي:

لعلماء الشيعة ـ قديماً وحديثاً ـ إزاء أحاديث الكافي المواقف التالية:
الأوّل: النظر إلى روايات الكافي سنداً ودلالةً، والتعامل معها على أساس معطيات علمي الرجال والحديث دراية ورواية، وهذا هو رأي الاُصوليين وأكثر العلماء والفقهاء والمحقّقين.
الثاني: الاطمئنان والوثوق بصحّة أحاديث الكافي، بالمعنى المتعارف عليه قبل تقسيم الأخبار إلى صحيح وحسن وموثّق وضعيف، وهذا هو قول الأخباريين الذي يمثل جانب الاعتدال بالقياس إلى قول الاسترابادي ـ وغيره من الاخباريين أيضاً ـ بقطعيّة صدور أحاديث الكافي عن المعصومين عليهم السّلام ، وهذا القول

1.خاتمة مستدرك الوسائل ۳ : ۴۷۰ من الفائدة الرابعة (الطبعة المحققة).

2.انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية / الآلوسي : ۶۹، والإمام الصادق / أبو زهرة : ۴۳۵، وقد حاول كتّاب التفرقة المذهبية في عصرنا اجترار تلك الأخطاء وتكرار تلك الخزعبلات فيما كتبوه ضدّ التشيّع والشيعة ضمن الحملة الصهونية المسعورة على الإسلام والمسلمين وحركات التحرّر والانتفاضات الشعبيّة الإسلامية، واتّهام الصحوة الإسلامية المتنامية بالارهاب! لاحظ نموذجاً من اجترار الخطأ في: الموسوعة السعودية الميسّرة في الأديان والمذاهب المعاصرة : ۳۰۰.

الصفحه من 264