مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 241

كلام الصدوق وجمع بين الخبرين بضرب من التأويل المقبول ۱ وأيّده على ذلك صاحب الوافي ۲ .
ومنها أيضاً حديث الكافي المرويّ عن الحسن بن راشد في باب صيام الترغيب ۳ ، فقد ردّه الشيخ محمد بن الحسن بن الوليد (ت/ 343هـ ) صراحةً، وتبعه الشيخ الصدوق، فقال: «أمّا خبر صلاة يوم غدير خُمّ والثواب المذكور فيه لمن صامه، فإنّ شيخنا محمد بن الحسن كان لا يصحّحه، ويقول: إنّه من طريق محمّد ابن موسى الهَمَداني، وكان غير ثقةٍ، وكلّ ما لا يصحّحه ذلك الشيخ قدّس سرّه ولم يحكم بصحّته من الأخبار فهو عندنا متروك غير صحيح» ۴ .
وهذا الكلام صريح بعدم صحّة خبر الكافي عند الشيخ الصدوق بنظر المستدلّ، ومع هذا فهو غير تامٍّ أيضاً، إذ يمكن مناقشته على أساس أنّ سند الحديث في الكافي كان عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن ابن راشد، عن أبي عبد الله عليه السّلام ، ولم يقع فيه محمّد بن موسى الهمداني الذي ضعّفه ابن الوليد، كما أنّ رجال سند الحديث في الكافي هم من رجال الصحيح في نظر الصدوق. فقد صرّح في الفقيه في أبواب الزيارات بعد أن أورد ما يقوله الزائر إذا فرغ من زيارة قبر أبي عبد الله الحسين عليه السّلام ، من كلمات الوداع:
«وقد أخرجتُ في كتاب الزيارات، وفي كتاب فضل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام أنواعاً من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب؛ لأنّها أصحّ الروايات عندي من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية» ۵ .

1.الاستبصار ۴ : ۱۱۸ / ۴۴۸-۴۴۹ من كتاب الوصايا.

2.الوافي للفيض الكاشاني ۴ : ۲۴ من المجلد السابع ـ أبواب الوصايا.

3.من لا يحضره الفقيه ۲ : ۵۵ / ۲۴۱ باب صوم التطوّع وثوابه.

4.من لا يحضره الفقيه ۲ : ۴۴۴ / ذيل الحديث ۱۶۱۶.

الصفحه من 264