مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 198

وهو من رجال العِدَّة الذين يروي الكليني بتوسّطهم عن سهل بن زياد، وهو خال الكليني واُستاذه، وقد أكثر الكليني جدّاً من الرواية عنه بخلاف ما ظنّه بعضهم من قلّة الرواية عنه في الكافي! كيف، وهو روى عن العدّة عن سهل أكثر من ألف مورد في الكافي، مع الاتّفاق على أنّ خاله من ضمن تلك العدّة؟
وقد قُتِلَ هذا الشيخ وهو في طريقه إلى مكّة المكرّمة قاصداً أداء فريضة الحج، وكان قد استأذن من إمام العصر المهدي عليه السّلام لهذا الغرض فورد المنع، لكنّه خالف، فذهب إلى الحجّ فقُتل.
وقد أغرب بعضهم حين تساءَ لَ عن سرّ توثيقه وإطرائه من قبل أعلام الشيعة، مع هذه المخالفة منه لإمام العصر (أرواحنا فداه)، ولم يَعِ الوجه في ذلك، فظنّ مُنافاة التوثيق للخروج إلى الحج بعد المنع منه! ولم يلتفت إلى أنّ التوثيق الرجالي أعمّ من هذه الاُمور، كما هو صريح توثيقاتهم حتى لمن انحرف عن أئمة الهدى عليهم السّلام ، نظير توثيقاتهم للواقفة، والفطحيّة، والزيديّة ونحوهم.
على أنّ الحج ليس محرّماً، والاستئذان فيه من الإمام عليه السّلام ليس واجباً، وإنّما مثله كمثل الاستخارة أو الاستشارة إذ تجوز فيهما المخالفة وإن كان الأولى التقيّد بهما.
ومن هُنا يتّضح أنّ المنع لم يكن بنحو لازم، ولو فُرض كونه كذلك فلا مُنافاة بين مخالفته وبين التوثيق من كلّ وجه.
والمهمّ أنّ اُمّ الشيخ الكليني كانت ذات نشأة جيّدة في بيت جُلّ رجالاته من حملة حديث أهل البيت عليهم السّلام ، فلا غَرْوَ إذن أن يجد وليدها الذي عاش في أحضان تلك الاُسرة ما أوصله إلى مصافّ المجدّدين في الإسلام.

أسفاره ورحلاته:

اعتاد بعض المحدّثين كالشيخ الصدوق رحمه الله أن يذكر أحياناً كثيرة في أوائل

الصفحه من 264