مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 199

السند ما يدلّ على أسفاره ورحلاته كأن يقول: حدّثنا فلان في الكوفة، أو بغداد، وقد يذكر وقت سماعه الحديث ويحدّده بالسنة، أو الشهر والسنة أحياناً. وهذه الطريقة تسهّل كثيراً على الباحث معرفة أسفار ورحلات الشيخ الصدوق، ولكن ليس الحال كذلك عند الشيخ الكليني الذي لم يذكر ولا مرّةً واحدة في الكافي مثل ذلك، وهذا لا يعني عدم التعرّف على مجمل أسفاره ورحلاته العلميّة، وإن بقيت تفاصيلها طيّ الكتمان.
ولعلّ في تتبّع مشايخه ما يُبيّن سعة رحلته في طلب العلم، والتي كان منطلقها من قريته (كُلَيْن).
فبعد أنْ استوعب ما عند مشايخها من أحاديث أهل البيت عليهم السّلام ، كعليّ بن محمّد الكليني، ومحمّد بن عقيل الكليني وغيرهما، اتّجه إلى الريّ لقُربها من كُلَيْن، فاتّصل بمشايخها الرازيّين، وحدّث عنهم، كالحسين بن الحسن العلويّ الرازي، ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي الكوفي ساكن الريّ، ومحمّد بن الحسن الطائي الرازي، وأمثالهم.
ولا يبعد أن تكون الري ـ التي اشتهر فيها وسطع نجمُه ـ منطلقَه إلى المراكز العلمية المعروفة في بلاد العجم ـ قبل الهجرة إلى العراق ـ ومن ثَمَّ العودة إلى الري؛ إذ التقى بمشايخ من مدن شتّى وحدّث عنهم.
فمن مشايخ قم الذين حدّث عنهم، وورد ذكرهم في أسانيد الكافي، هم: أحمد ابن إدريس، وسعد بن عبد الله بن أبي خَلَف الأشعري، وعليّ بن إبراهيم بن هاشم، وعلي بن محمّد بن عبد الله، ومحمّد بن الحسن الصفّار، ومحمّد بن يحيى العطار، وغيرهم.
ومن سمرقند: محمّد بن علي الجعفري، أبو الحسين السمرقندي.
ومن نيسابور: محمّد بن إسماعيل أبو الحسن النيسابوري، ومحمّد بن أحمد

الصفحه من 264