مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 224

وباسناد واحد ۱ ، لو قرأته ـ كما يقول أحمد بن حنبل (ت/ 240هـ ) ـ على مجنون لبرئ من جِنّته ۲ .
ومن ثمرات هذا التضييق في رواية السنة المطهرة في الكافي، وحصرها بذلك النمط من حملة الآثار، أنّك لا تجد بينهم للاُمويين وأذنابهم وأنصارهم وزناً ولا اعتباراً، ولا للخوارج والنواصب ورواتهم ذِكراً، ولا لمن لم يحفظ النبي الأكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم في أهل بيته عليهم السّلام ۳ عيناً ولا أثراً ۴ .
كما لا تجد في أخبار الكافي لمن نافق ممّن تسمّى بالصحابة ولصق بهم ۵ خبراً، وأمّا عن أخبار المؤمنين منهم، فهي إمّا أن تمر طرقها عبر من تجنّب الكليني رواياتهم فلا يروي عنهم ولا كرامة. وإمّا أنْ تمرّ عبر غيرهم، ممّن لا طريق لنا في معرفة درجة وثاقتهم، إذ لم يسلم علماء جرحهم وتعديلهم من الجرح في أنفسهم، ومن يكن هكذا حاله، فلا عبرة في أقواله.
ولو تنزلنا عن ذلك وقلنا باعتبارها لوثاقة ناقليها عندهم، فالكليني رحمه الله في غنًى عن تكلّف إسنادها، إذ لا يحتاج في وصلها ـ على طبق منهجه على فرض

1.وردت أحاديث كثيرة بهذا المعنى يمكن أن تكوّن بمجموعها مثالاً جيّداً للتواتر المعنوي. انظر: المحاسن : ۱۵۶ / ۸۷، : ۱۸۵ / ۱۹۴، وتفسير العياشي ۲ : ۳۳۱ / ۴۶، واُصول الكافي ۱ : ۴۱ / ۱۲۴ : ۴۲ / ۱۴، ۱ : ۳۲۹ / ۲ و۳ و۴، وأمالي الشيخ المفيد : ۴۲ / ۱۰، وكفاية الأثر للخزاز القمي : ۳۲۷، والاحتجاج للطبرسي : ۳۲۷، والوسائل ۲۷ : ۱۰۴ / ۸۵ و۸۶ باب ۸ من أبواب صفات القاضي، ۲۷ : ۱۴۷ / ۳۲ باب ۱۱ من أبواب صفات القاضي.

2.الصواعق المحرقة : ۳۰۳.

3.ورد في الحديث الشريف: «من حفظني في أهل بيتي فقد اتّخذ عند الله عهداً» الصواق المحرقة : ۱۵۰.

4.يدخل في هذا الصنف جميع رواة العامّة الذين عاصروا أهل البيت عليهم السّلام ، وتعمدوا ترك الرواية عنهم عليهم السّلام .

5.كان ابن عباس رضي الله عنه يسمّى سورة التوبة بالفاضحة؛ لأنّها فضحت المنافقين من الصحابة ولم تدع أحداً منهم إلّا أتت عليه، وسمّاها قتادة بن دعامة التابعي بالمثيرة؛ لأنّها أثارت مخازيهم، وسمّاها آخر بالمبعثرة؛ لأنّها بعثرت أسرارهم. راجع معالم التنزيل للبغوي ۳ : ۳، وتفسير التبيان ۵ : ۱۶۷، ومجمع البيان ۳ : ۷۸، وعلى الرغم من هذه الحقائق القرآنية تجد من يقول إلى اليوم باُسطورة عدالتهم جميعاً!!

الصفحه من 264