مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 229

3 ـ الموثّق: وهو ما دخل في طريقه من نصّ الاصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته، ولم يشتمل باقي السند على ضعيف. ويقال له: القوي، وقد يميز بينهما باطلاق القوي على مروي الإمامي الذي لم يُمدح ولم يُذم ۱ .
4 ـ الضعيف: وهو مالم تجتمع فيه شروط أيٍّ من الأصناف الثلاثة المتقدمة ۲
ثم حاول المتأخّرون وشرّاح الكافي تطبيق هذا الاصطلاح على أحاديث الكافي حتى بلغ الضعيف من أحاديث الكافي ـ بحسب الاصطلاح الجديد ـ (9485) حديثاً، وما تبقّى من الأحاديث موزّعاً على الصحيح والحسن والموثّق بحسب الأرقام التالية: الصحيح= (5072) حديثاً، والحسن= (144) حديثاً، والموثّق= (1128) حديثاً.
وقد علمت أنّ تطبيق الاصطلاح على أحاديث الكافي لم يُلحظ فيه ما جرى عليه ثقة الإسلام من إطلاق لفظ الصحيح على ما اقترن بالقرائن المتقدّمة التي صار فقدان معظمها سبباً للتصنيف الجديد.
وهذا هو الذي نعتقده، إذ لو كانت الأحاديث الضعيفة بهذا المقدار واقعاً، فكيف يصحّ لمثل الشيخ المفيد أن يقول عن الكافي بأنّه من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدةً؟ وكيف يشهد من مثل النجاشي بأنّ الكليني كان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم؟
ومن هنا يعلم بأنّ ما قام به محمد باقر البهبودي من انتقاء الصحيح من الكافي، وجمعه في كتابه (زبدة الكافي) ۳ ، إنّما هو انتقاء بحسب المصطلح الجديد، كما

1.وصول الأخيار: ۹۷، والدراية: ۳۳، والرواشح: ۴۱، والمقباس ۱: ۱۶۸، ونهاية الدراية: ۲۶۴.

2.وصول الأخيار: ۹۸، والدراية: ۲۴، والرواشح: ۴۲، والمقباس ۱: ۱۷۷، ونهاية الدراية: ۲۶۶.

3.هذا هو عنوان الكتاب في طبعته الثانية، أما عنوانه في الاُولى فهو (صحيح الكافي)!

الصفحه من 264