تعرض، خصوصاً وهو عالم بالأخبار، وعارف بها بشهادة من عرفت في ترجمته.
وعلى الثاني، لا يحتاج إلى مسألة العرض أصلاً.
وأمّا عن الصلات والتردّد، فاعلم أنّه لا توجد للكليني رواية واحدة في الكافي عن أيٍّ من السفراء الأربعة بلا واسطة، مع أنّه دخل العراق ـ كما نرى ـ قبل سنة 310هـ ، وحدّث عن بعض مشايخ بغداد ـ موطن السفراء ـ كما تقدّم.
كما لم يكثر الكليني الرواية عن أيٍّ منهم بالواسطة، بل لم تكن مرويّاتهم في كتب الحديث الأربعة بتلك الدرجة من الكثرة، ولعلّها لا تزيد على عشرة أحاديث، من بينها حديثان فقط في اُصول الكافي ۱ .
وهذا يكاد يكون بمنزلة التصريح منهم (قدّست أسرارهم) بإيكال أمر الحديث إلى أعلامه من الشيعة، لانشغالهم بتنفيذ أوامر الإمام المعصوم عليه السّلام أكثر من أي أمر آخر، ويدلّ عليه كتاب الغيبة للشيخ الطوسي الذي ضمّ معظم المرويّ عنهم، وكان جلّه بهذا الخصوص، ثمّ انّ دور أهل البيت عليهم السّلام هو إرشاد رواة الحديث إلى كيفية معرفة الصحيح وتمييزه عن غيره بقواعد رصينة سار عليها علماء الشيعة إلى اليوم، هذا مع التنديد بالغلاة ولعنهم لتجنّب الرواية عنهم، ومدح الثقات والتعريف بهم لأخذ الرواية منهم، ولم يشغلوا أنفسهم عليهم السّلام بمراجعة كتب أصحابهم بعد تمهيد طرق الرواية الصحيحة إليهم.
ويؤيّده أن سيرة آخر الأئمة عليهم السّلام إزاء الكتب المؤلّفة في عصورهم جرت على وفق ما كانت عليه سيرة آبائهم عليهم أفضل الصلاة والسلام، بمعنى عدم طلب الإمام عليه السّلام عرض مصنّفات شيعته عليه للتأكّد من سلامتها، أمّا لو اتّفق أنْ يعرض المؤلّف كتابه أو كتاب غيره على الإمام، فلا ضير، كما حصل نظير هذا لبعضهم:
فقد عرض يونس بن عبد الرحمن بعض كتب أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام
1.اُصول الكافي ۱ : ۳۹۰-۳۹۱ / ۱ و۴ باب ۷۷ من كتاب الحجة.