مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 236

المعرفة، لأنّه لم يكن ـ كرواة الشيعة ـ عالماً بفضل أهل البيت، بل كان زاهداً عابداً بلا علم ولا معرفة ۱ .
وإذا علمنا أنّ الظرف السياسي الذي عاشه الإمام المهدي عليه السّلام في غيبته الصغرى، هو أصعب بكثير ممّا كان عليه آباؤه عليهم السّلام ، اتّضح لنا أنّ عرض المؤلّفات عليه (حفظه الله بعينه ورعايته) ليس أمراً طبيعياً، ولا تقتضيه ظروف المرحلة، بقدر ما تقتضي بيان دَور الشيعة في غياب مَنْ لم يعرفه مات ميتة جاهليّة. وليس من المعقول جدّاً أن لا يلتفت السفراء إلى مثل هذا حتّى يجعل من الإمام المهدي (أرواحنا فداه) مصحّحاً لمؤلّفات الشيعة. وكيف يغفل الكليني عن مثل هذا فيقدّم كتابه طواعية إلى السفراء ليأخذ نصيبُه من نظر المنتظر صلوات الله وسلامه عليه؟
ثمّ أليس يعني هذا سلب القدرة العلميّة عن ثقة الإسلام الذي عدّه خصوم الشيعة من المجدّدين على رأس المائة الثالثة؟
وأمّا ما ذُكر في المقام من دأب السفراء الأربعة (رضي الله عنهم) على متابعة الكتب والتأكّد من سلامتها! فهو كذب عليهم، مع المبالغة الظاهرة، زيادة على خطأ الاستدلال به.
ووجه الكذب، هو أنّه لم يُعْرَف عنهم ذلك، ولا ادّعاه أحدٌ منهم، ولا نسبه فاضِل إليهم.
ووجه المبالغة: هو أنّ غاية ما يعرف عنهم في ذلك، طلب السفير الثالث الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التكليف ليقرأهُ بنفسه ۲ ، وهو من تأليف أبي جعفر محمّد بن علي بن أبي العزاقر المعروف بالشلمغاني بعد أن صار يدّعي أشياء عظيمة باطلة أدّت إلى لعنه والبراء ة منه وقتله سنة (323هـ )، وكان قبل ذلك وكيلاً عن

1.اصول الكافي ۱ : ۴۱۳ / ۸ باب ۸۱ من كتاب الحج.

2.كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ۴۰۸ / ۳۸۲.

الصفحه من 264