نعم، ورد في كلمات الشيخ المفيد (ت/ 413هـ )، والسيّد المرتضى (ت/436هـ ) ما هو صريح بنفي هذه الدعوى.
من ذلك ما قاله الشيخ المفيد ۱ عن رواية محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور في الكافي ۲ ، كما نفى صحّة حديث مرسل أخرجه الكليني في كتاب الصيام ۳ ، وقال ما هذا نصّه:
«وهذا الحديث شاذّ، مجهول الإسناد ... ومن عَوَّلَ على مثل هذا الحديث في فرائض الله تعالى فقد ضلّ ضلالاً بعيداً. وبعد، فالكلام الذي فيه بعيد من كلام العلماء، فضلاً عن أئمّة الهدى عليهم السّلام » ۴ .
وأوضح من هذا هو موقف السيّد المرتضى علم الهدى من أحاديث الكافي وغيره من كتب الحديث إذ حرّم الرجوع حتّى على العلماء فضلاً عن العوامّ في حكم من أحكام الشريعة إلى أيّ كتاب مصنّف في الحديث دون النظر.
فقد قال قدّس سرّه في جواب من سأله عن حكم الرجوع في تعرّف أحكام ما يجب عليه العمل به من التكليف الشرعيّ إلى كتاب الكافي للكليني وغيره من كتب الحديث الاُخرى، ما نصّه:
«اعلم أنّه لا يجوز لعالمٍ أو عاميٍّ الرجوعُ في حكم من أحكام الشريعة إلى كتابٍ مصنّفٍ؛ لأنّ العمل لا بدّ من أن يكون تابعاً للعلم على بعض الوجوه، والنظر في الكتاب لا يُفيد علماً، فالعامل بما وجده فيه لا يأمن من أن يكون مُقْدِماً على قبيحٍ ... وأمّا الإلزام لنا أنْ لا تكون في تصنيف هذه الكتب فائدة إذا كان العمل بها
1.انظر: المجموعة الكاملة لمصنّفات الشيخ المفيد، المجلد التاسع، جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية ۱۹-۲۰.
2.فروع الكافي ۴ : ۷۹ / ۳ باب نادر من كتاب الصيام.
3.فروع الكافي ۴ : ۷۸ / ۲ من الباب السابق.
4.جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية : ۲۰-۲۲.