في مقام الجمع بين الخبرين المتعارضين.ومهما يكن فإنّ ما ذكرناه من موقف شيخيه المفيد والمرتضى رحمهم الله صريح بنفي تلك الدعوى، وفيه الكفاية.
منهج الكليني في أسانيد الكافي:
المنهج السندي في كتاب الكافي يختلف اختلافاً كلّياً عن المنهج السندي في كتاب من لا يحضره الفقيه وكتابي التهذيب والاستبصار. إذْ سَلَكَ كلّ من المحمّدين الثلاثة طريقاً يختلف عن الآخر في إسناد الأحاديث.
فالصدوق مثلاً قد حذف أسانيد الأحاديث التي أخرجها في كتابه (الفقيه) لأجل الاختصار، ولم يُسند في متن الكتاب المذكور غير حديث واحد فقط ۱ بحسب ما استقرأناه. وقد استدرك على ما رواه بصورة التعليق بمشيخة في آخر الكتاب أوصل بها طرقه إلى أغلب مَنْ روى عنهم في الفقيه لتخرج مروياته عن حدّ الإرسال.
وأمّا الشيخ الطوسي فقد سلك في منهجه السندي في التهذيب والاستبصار تارةً مسلك الشيخ الكليني الآتي، واُخرى مسلك الشيخ الصدوق في كتابه الفقيه وذلك بحذف صدر السند والابتداء بمن نقل من كتابه أو أصله، مع الاستدراك في آخر الكتابين بمشيخةٍ على غِرار ما فعله الشيخ الصدوق.
وأمّا الكليني:
فقد سلك في كتابه الكافي منهجاً سندياً ينمُّ عن قابليّة نادرة وتتبّع واسع وعلمٍ غزير في متابعة طرق الروايات وتفصيل أسانيدها، إذْ التزم بذكر سلسلة
1.الفقيه ۴ : ۲۰۴ / ۵۷۸ باب ۱۱۵.