مع الكليني، و كتابه « الكافي » - الصفحه 247

سند الحديث إلّا ما نَدَرَ، مع ملاحظة اُمور كثيرة في الإسناد.
منها: اختلاف طرق الرواية، فكثيراً ما تجده يروي الرواية الواحدة بأكثر من إسنادٍ واحدٍ، وإذا لوحظت أخبار الكافي بلحاظ تعدّد رواتها، فإنّك تجد فيه تعدّد رواة الخبر في طبقات السند، بحيث تجد الكثير من الأسانيد قد تحقّقت فيها الاستفاضة أو الشهرة ۱ في بعض مراتبها كروايته «عن علي بن إبراهيم عن أبيه، والحسبن بن محمد عن عبد ربّه وغيره، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعاً؛ عن ...» ۲ .
وكذلك نجد الخبر العزيز ۳ في بعض المراتب أيضاً كروايته عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان، وعليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى ۴ ، وهنا قد تحقّق الخبر العزيز بثلاث طبقات، إذ نقله الكليني عن اثنين، عن اثنين، عن اثنين.
هذا وقد يعدل الكليني أحياناً عن هذا المنهج عند توافر أكثر من طريق واحد للرواية وذلك بذكر سند الطريق الأوّل ثم يعقبه بعد هذا بالطريق الثاني ذاكراً في نهايته عبارة «مثلهُ» إشارة منه إلى تطابق المتن في كلا الطريقين. وهو من

1.الخبر المستفيض أو المشهور، هو من أقسام خبر الآحاد المسند باعتبار عدد رواته، وعرّفوه بأنّه: مازادت رواته على ثلاثة أو اثنين في كل مرتبة من مراتب السند من أوّله إلى منتهاه، ويسمّى بالمشهور أيضاً، وقد يغاير بينهما على أساس تحقيق الوصف المذكور في المستفيض دون المشهور؛ لأنه أعم من ذلك كحديث (إنمّا الأعمال بالنيّات)، فهو مشهور غير مستفيض، للانفراد في نقله ابتداء وطرو الشهرة عليه بعد ذلك. انظر: الدراية: ۳۲، والمقباس ۱: ۱۲۸، ونهاية الدراية: ۱۸۸.

2.الكافي ۴ : ۲۰۱ / ۱ باب ۷ من كتاب الحج وكثر مثله.

3.الخبر العزيز، هو ما يرويه اثنان من الرواة، عن اثنين، عن اثنين وصولاً الى المعصوم عليه السّلام . انظر الدراية: ۱۶، والمقباس: ۱۳۴، ونهاية الدراية.

4.الكافي ۳ : ۲ / ۱ باب ۲ من كتاب الطهارة.

الصفحه من 264