تحمل الحديث بالإجازة واجبٌ مُلحٌّ في العصر الحاضر - الصفحه 21

و«عيون المعجزات» إلى علم الهدى.
و«الاختصاص» إلى الشيخ المفيد.
وغير ذلك.
فأين التواترُ في هذه الكتب؟
قال صاحب المعالم ـ في الفائدة الرابعة من أوّل كتاب «المنتقى» عند ذكر طريقه إلى الكتب الأربعة فقط ، تيمّناً باتصال السلسلة ، لا لتوقّف العمل عليه ما نصّه ـ:
«فإنّ تواتر الكتب المذكورة عن مصنّفيها ـ إجمالاً ـ مع قيام القرائن الحالية على العلم بصحّة مضامينها ـ تفصيلاً ـ أغنى عن اعتبار الرواية لها في العمل ، وإنّما تظهر الفائدة فيما ليس بمتواتر ، وهذا هو السبب في اقتصارنا على الكتب الأربعة ، مع أنّه ي وجد من كتب الحديث غيرها ، لكن الخصوصيّة غير متحقّقة فيما عداها» انتهى ۱ .
وفيه تصريحٌ بأنّ تواتر نسبة الكتاب يغني عن الرواية الشخصيّة ، وأنّ التواتر إنّما تحقّق عندنا في الكتب الأربعة ـ فقط ـ دون غيرها من الكتب والاُصول ، حتّى اُصول القدماء التي هي مأخذ الكتب الأربعة ، فإنّها ما كانت متواترة النسبة عند المشايخ الثلاثة .
ولأجل عدم تواتر تلك الكتب والاُصول عندهم ، احتاج كلّ واحد منهم إلى أنْ يفصّلوا أسانيدهم إليها ، وطرق تحمّلهم لها بذكر السند إليها في نفس الكتاب ، كما في الكافي ، أو في المشيخة وكما في غيره ، مصرّحاً بأنّ ذلك للخروج عن حدّ الإرسال ۲ .

1.منتقى الجمان (۱ / ۲۷) طبعة المدرسين ـ قم ۱۴۰۲ هـ .

2.هذا الاستدلال غير تام ، فإنّ أصحاب المشيخة وغيرهم ، أسندوا إلى جميع ما نقلوا عنه بلا فرق بين ما ادّعي تواترهُ وغيره ، فالأسانيد استعملت إلى الكتب الأربعة أيضاً ، وينطبق عليها أنّ الغَرَض (الخروج عن حدّ الإرسال). والظاهر أنّ مراد الشيخ الردّ على أهل التعنّت في هذه الاصطلاحات والتمشدق بالأسانيد ، والهجوم على الآخرين على حسابها ، فأثبت الشيخ بذلك أنّ أحاديثنا موصولةٌ بأسانيدها المحكمة ، بطرق التحمّل والأداء بأفضل شكلٍ ، إلّا أن الجمود على الأشكال والمظاهر ، والغفلة عن الأهداف السامية من علم الحديث ، خصوصاً على مباني قدماء الشيعة من عدم حجّية خبر الواحد ، والاعتماد الكامل على الأحاديث المتلقاة بالقبول ، والتي عليها إجماع الاُمّة وعموم الطائفة ، والمثبتة في اُمّهات كتب الحديث والاُصول ، إنّما هو خروج عن رو ح الحديث ، ووقوف على البحوث النظرية البحتة عن الإسناد ، بينما الأسانيد مثبتة في الاثبات والمشيخات ، ومصونة بكلّ أدوات الضبط ومزدانة بأفضل قواعد علوم الحديث التي يتمشدق بها أدعياء الجرح والتعديل من المخالفين. وكتب السيّد محمد رضا الحسيني الجلالي

الصفحه من 29