تحمل الحديث بالإجازة واجبٌ مُلحٌّ في العصر الحاضر - الصفحه 22

نعم ، جملة من تلك الكتب والاُصول كانت معروفةً مشهورة الانتساب إلى مؤلّفيها في عصر المشايخ ، لكنّها ما بلغت حدّ التواتر في جميع الطبقات.
ولو كانت متواترةً عندهم ، لما احتاجوا إلى هذا التكلُّف ، ولما صرّحوا بأنّ ذكر الأسانيد لأجل الخروج عن حدّ الإرسال.
كما أنّ جملةً اُخرى من تلك الكتب والاُصول كانت معلومة الانتساب إلى مؤلِّفيها عندهم لقرب عصرهم ، ودنوّ عهدهم إلى مؤلفيها ، ووجود كثير من القرائن عندهم ، وبسببها كانوا عالمين بمؤلّفي تلك الكتب والاُصول ، لا من جهة تواتر النسبة إليهم ، المشتملة ع لى تواتر الإسناد ، والمغنية عن الإسناد الشخصيّ ـ كما فصّلناه ـ بل ، لقرب العهد ، ووجود القرائن ، علموا بمؤلّفيها.
ومجرّد هذا العلم بالمؤلّف ـ وإن كان طريقاً لهم إلى تشخيص مؤلّفه ، ومجوّزاً لنسبة الكتاب إليه ، بل مجوّزاً للعمل بما فيه من رواياته ، مع اجتماع سائر الشروط ، حيث إنّه عملٌ بما أخذه المؤلّف ورواه عن الإمام عليه السّلام ، وما فيه مأخوذ ومرويٌّ له عنه عليه السّلام .

الصفحه من 29