أسباب الحديث - الصفحه 97

فرسك؟ قال: بكذا وكذا ، قالوا: بئس ما بعتَ ، فرسك خيرٌ من ذلك وإنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خرج إليه بالثمن وافياً طيّباً ، فقال الأعرابيّ ما بعتك والله ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : سبحان الله ، بلى والله لقد بعتني ، وارتفعت الأصوات ، فقال الناس: رسول الله يقاول الأعرابيّ ، فاجتمع ناسٌ كثيرٌ ومع النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أصحابه إذ أقبل خزي مة بن ثابتٍ الأنصاريّ ففرّج الناس بيده حتّى انتهى إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: أشهد يارسول الله لقد اشتريته منه ، فقال الأعرابيّ: أتشهد ولم تحضرنا؟ وقال له النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم : أشهدتنا؟ فقال له: لا يارسول الله ، ولكنّي ع لمت أنّك قد اشتريت ، أفأُصدّقك بما جئت به من عند الله ولا أُصدّقك على هذا الأعرابيّ الخبيث؟ قال: فعجب له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وقال: فذكره.

يا سعد ، شغلتك الدّنيا عن الصلاة

سببه: ما رواه الكلينيّ ۱ عن أبي جعفرٍعليه السّلام قال: كان على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مؤمنٌ فقيرٌ شديد الحاجة من أهل الصُفّة ، وكان ملازماً لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عند مواقيت الصلاة كلّها ، لا يفقده في شي ء منها ، وكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يرقّ له وينظر إلى حاجته وغربته ، فيقول: يا سعد ، لو قد جاء ني شي ءٌ لأغنيتك ، قال: فأبطأ ذلك على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاشتدّ غمّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لسعدٍ فعلم الله سبحانه مادخل على رسول الله من غمّه لسعدٍ ، فأهبط عليه جبرئيل عليه السّلام ومعه درهمان فقال له: يا محمّد ، إنّ الله قد علم ما قد دخلك من الغمّ لسعدٍ أفتحبّ أن تغنيه؟ فقال: نعم ، فقال له: فهاكَ هذين الدرهمين فأعطهما إيّاه ومُره أن يتّجر بهما ، قال: فأخذ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (الدرهمين) ثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ينتظر ، فلمّا رآه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: يا سعد ، أتحسن التجارة؟ فقال له سعدٌ: والله ما أصبحت أملك مالاً أتّجر به ، فأعطاه النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم الدرهمين وقال له: اتّجر بهما

1.الكافي: ۵ / ۳۱۲ ـ ۳۱۳.

الصفحه من 102