قلّتها عندنا ظاهرة في الانقطاع.
مثل ما أُسْنِدَ إلى ابن سيّابة ، قال: بَلَغَنا عن أبي جعفرعليه السّلام ۱ .
والراوي لم يلق أبا جعفر عليه السّلام كما يظهر من كتب الرجال.
وما نُقل عن نصر بن قابوس في قوله لأبي الحسن الماضي ـ وهو الإمام الكاظم عليه السّلام ـ: بَلَغَني عن أبيك ۲ .
ويقصد بقوله: «أبيك» جدّه الإمام الحُسين عليه السّلام ، فليلاحظ.
ويمكن أن يُفهم عدم إرادة الاتّصال ـ في هذين الموردين ـ من أنّ الراويَيْن هنا بصدد الاحتجاج والاستدلال ، لا النقل والرواية.
نعم ، ورد في بعض أحاديث الإمام الباقر أبي جعفرعليه السّلام قوله: «بَلَغَني أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قال» ۳ ،أو: «بَلَغَني أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول» ۴ .
وهو حديث مؤنّن ، وليس بمعنعن ، وهو يفيد تحقيق بلوغ المرويّ إلى الراوي الذي هو الإمام عليه السّلام .
مع أنّ البحث عن روايات الأئمّة عليهم السّلام يختلف ، لِما ثبت في حقّهم مِن كون مايروونه كلّه متّصلاً بالرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم وإن كان بظاهر الإرسال ، لِما ثبت عنهم من القاعدة العامّة في أنّ حديثهم حديث آبائهم عن جدّهم صلّى الله علي هم أجمعين ، وقد أثبتناه في موضع آخر ۵ .
كما وردت كلمة «بلغ» متعدّية بالباء في قول الراوي «بلغ به أبا عبدالله عليه السّلام » ۶
1.المحاسن ـ للبرقي ـ ۱/۲۹۶.
2.المؤمن ـ للأهوازي ـ: ۴۷.
3.المحاسن ۱/۶۰.
4.المحاسن ۲/۴۶۱.
5.راجع بحث «أسند عنه» المنشور في مجلّة «تراثنا» العدد الثالث ، السنة الأُولى.
6.المحاسن ۲/۶۲۲.