البلاغات من أساليب الأداء للحديث الشريف في التراث الإسلامي - الصفحه 36

أُخرى ـ وبالإعضال ـ ثالثة ـ :

1 ـ فقد نفوا أن يكون «الموطّـأ» من كتب الصحاح ـ كما ادّعاه بعضهم ۱ ـ استناداً إلى ما فيه من «المراسيل» التي هي بلاغاته ۲ .
2 ـ جزم الشافعي ـ إمام المذهب ـ في رواية رواها مالك بلاغاً ، بأنّ طرقه ليس فيها شي ء موصول ۳ .
وقال ابن الصلاح في بلاغ له: فهذا منقطع؛ لأنّ الزهري لم يسمع من ابن عبّـاس ۴ .
وقال الأندلسي: هذا الحديث عند مالك بلاغ لم يُسنده ۵ .
3 ـ وحكموا على بعض بلاغاته بالإعضال ۶ .
4 ـ محاولة بعضهم أنّ يجد للبلاغات طرقاً أُخرى يثبت بها الاتّصال ، كماسيأتي ، فإنّ هذا يدلّ على عدم اتّصال البلاغ في نفسه.
ومن هنا فإنّ البلاغ ـ في نفسه ـ إنّما هو من نسق المرسَل أو المنقطع أوالمعضل ، وكلّ واحد من هذه يُعدّ قسيماً «للصحيح» عند العامّة ، وهو يشترط فيه الاتّصال ، وكلّ واحد منها أسوأ حالاً من الآخر ۷ .
وهذا هو الأصل والقدر المتيقّن الذي يمكن أن يقال في حقّ البلاغات.
ولقد تجرّأ ابن حزم على الإفصاح عن هذه الحقيقة في بعض الموارد ، فقال في

1.الموطّأ لمالك ، المقدّمة (ص هـ) ولاحظ مقدّمة ينابيع المودّة ـ للقندوزي ـ.

2.الباعث الحثيث: ۳۱ ـ ۳۲ ، علوم الحديث ـ لصبحي الصالح ـ: ۳۰۴.

3.لاحظ: فتح العزيز ۹/۱۵۰ ـ ۱۵۱ والنووي في المجموع ۱۳/۵۲.

4.علوم الحديث: ۴۳.

5.معجم ما استعجم ۴/۱۱۹۰.

6.علوم الحديث ـ لابن الصلاح ـ: ۶۰ ـ ۶۱.

7.علوم الحديث ـ لصبحي الصالح ـ: ۱۷۲ ـ ۱۷۳ ، ولاحظ: منهج النقد: ۲۵۱.

الصفحه من 43