مراسيل ابن أبي عمير بين القبول و الردّ - الصفحه 90

وقال النجاشي : قيل : إنّ أخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفةٍ فسال عليها المطر فهلكت .
فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس ، فلذلكَ أصحابنا يسكنون إلى مراسيله .
قال الداماد رحمه الله : وبالجملة ، كان يروي مايرويه بأسانيد صحيحة ، فلمّا ذهبت كتبه أرسل رواياته التي كانت هي من المضبوط المعلوم المسند عنده ، بسندٍ صحيح ، فمراسيله في الحقيقة مسانيد معلومة الاتّصال والإسناد إجمالاً ، وإن فاتته طرق الإسناد على التفصيل ، لا أنّها مراسيل على المعنى المصطلح حقيقة ـ والأصحاب يسحبون عليها حكم المسانيد لجلالة قدر ابن أبي عمير ـ على مايتوهمّه المتوهّمون! انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
قلت : وقد تبيّن ممّا ذكره النجاشي رحمه الله من السبب في عروض الإرسال على أحاديث ابن أبي عمير المسندة وسكون أصحابنا إلى مراسيله ، لذلكَ السبب :
أنّ ماقيل ۱ من أنّ منشأ دعوى حجّيّة مراسيل ابن أبي عمير هو دعوى الكشيّ رحمه الله الإجماع على تصحيح مايصحّ عن الجماعة ، وحيث لم تصحّ تلك الدعوى فلا تصح هذهِ أيضاً .
غير سديد ، لأنّه ظنّ محضٌ ، وهو لا يغني من الحقِّ شيئاً ، بل هو اجتهادٌ في مقابل نصّ الشيخ رحمه الله على أنّ منشأ حجّيّة تلكَ المراسيل هو ماعلمه الأصحاب من كون ابن أبي عمير لم يروِ إلّا عن ثقة .
وطرحٌ لكلام النجاشي رحمه الله من دون دليل ، معَ كونه أقرب عصراً ، وأعلم بعمل الأصحاب ، وأكثر اطّلاعاً في هذا الشأن بلا نكيرٍ ، وهو قد أرسل دعواه إرسال

1.معجم رجال الحديث ۱ / ۶۴ .

الصفحه من 93