عناوين الأبواب و تراجمها في التراث الإسلامي - الصفحه 63

فكيف يُعرض السيّد عن هذا كلّه؟ ويفرض سياقها شاهداً لما استظهره؟
والحقّ أنّ ما تورطَ فيهِ السيِّد إنمّا هو نتيجة بارزة لعدم مراجعة كتب الحديث بصورة مباشرة ، ومراجعة مافي أمثال الوسائل من الجوامع المتأخرة ، فقط من جهة ، ومن عدم العناية بما وضعه القدماء في كتبهم من عناوين الأبواب ودلالاتها من جهة اُخرى .
ويكفي ماأثبتناهُ حافزاً على بذل الجهود في سبيل التراث الإسلامي ، بضبطه وتوثيقه ، والتراث الحديثيّ بشكل خاصّ ، والاعتزاز بما فيهِ من كلمات وحروف ، ونقاط ، حتّى ماكان من فعل المؤلّفين أنفسهم ، كالعناوين التي وضعوها ، فإنّ لها دلالات واضحة ، وتحتوي على قرائن تمسّ الحاجة إليها للوصول إلى «فقه الحديث» ذلك المنشود الأقصى من الحديث الشريف ۱ .

1.وقد جمعنا من كتابي «الحدائق الناضرة» للفقيه المحدّث البحراني و «جواهر الكلام» للفقيه المحقّق صاحبه ، عيّنات من التعرض لعناوين الأبواب ، إلّا أنّي أعرضت عن إيرادها هنا ، لطول البحث ، واكتفاء اً بما أوردنا كنماذج محفزّة للإخوان في العناية بهذا الشأن ، وإثارة الهمم العالية للدخول إلى غماره ، والله الموفِق وهو المستعان .

الصفحه من 78