الزهري ، أحاديثه و سيرته - الصفحه 108

ذكره ، الذي رواه الزهري عن مالك بن أوس فقال عروة : صدق مالك بن أوس ، أنا سمعت عائشة (رض) زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تقول : أرسل أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن ممّا أفاء الله على رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم فكنت أنا أردهنّ فقلت لهنّ : ألا تتّقين الله؟! ألم تعلمن أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقول : «لا نورّث ما تركنا صدقة» ـ يعني نفسه ـ «إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال» . فانتهى أزواج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى ما أخبرتهنّ .

وأخرج هذا الحديث مسلم ۱ عن الزهري عن عروة عن عائشة إلى قوله : ما تركنا فهو صدقة ، وزيادة قوله : «فهو» زيادة شاذّة لاتّحاد الحديث والراوي وإجماع جمهور الرواة عن الزهري على لفظ : «ما تركنا صدقة» بدون قوله : فهو .
وإنّما أراد راوي مسلم سدّ الذريعة إلى توجيه الحديث وجهاً آخر ، وهكذا فعل أحد رواة البخاري .
وهكذا يتصرّفون في الروايات بالزيادة والنقص عملاً باستحسانهم .
وقد ذكر النووي في شرح مسلم عند ذكر سبّ العبّاس لعلي عليه السّلام ۲ عن المازري قال : وقد حمل هذا المعنى بعض الناس (أي وجوب تنزيه الصحابة) على ان أزال هذا اللفظ من نسخته ، تورّعاً عن إثبات مثل هذا . . . إلى آخره .

النكارة في هذه الرواية

نكارة من جهة تفرّد الزهري بالرواية عن عروة .
والرواة عن عروة كثير جداً ، ولو كان يرويه لكانت روايته مشهورة يرويها تلاميذه ، لتوفّر داعيه إلى روايتها ، وتوفّر دواعيهم إلى نقلها لينصروا مذهبهم في هذا المعنى .

1.صحيح مسلم ج۱۲ ص۷۶ .

2.شرح النووي على صحيح مسلم ج۱۲ ص۷۲ .

الصفحه من 229