فهذه تهمة في الزهري لما له فيها من الأغراض نصرة مذهبه ، والتقرّب إلى بني اُميّة ، والتحبّب إلى العثمانيّة والبكرية بما يتحفهم به من هذه الرواية وأشباهها .
الحديث الثالث
أخرج البخاري في صحيحه ۱ من طريق الزهري عن عروة عن عائشة : أنّ فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فيما أفاء الله على رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم تطلب صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : «لا نورّث ما تركنا فهو صدقة إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال» يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإنّي والله لا اُغيّر شيئاً من صدقات النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم التي كانت عليها في عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم .
وأخرجه مسلم ۲ والبخاري أيضاً ۳ .
النكارة في هذا
نكارة مكشوفة لمن تأمّل :
ففي أوّل الحديث احتجاج أبي بكر برواية : «لا نورّث ما تركنا فهو صدقة» ومن معنى ذلك الاعتراف بأنّه كان ملك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وإنّما انقلب صدقة بموته .
وفي آخر الحديث أنّ أبا بكر يقول : «إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال يعني مال الله ، وإنّي والله لا اُغيّر شيئاً من صدقات النبي التي كانت عليها
1.الصحيح ج۴ ص۲۰۹ .
2.صحيح مسلم ج۱۲ ص۸۰ و ص۷۱ .
3.صحيح البخاري ج۴ ص۴۲ ، وج۵ ص۸۲ ، وج۸ ص۳ .