الزهري ، أحاديثه و سيرته - الصفحه 111

في عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم » ومعناه أنّ هذه الأموال كانت صدقة في عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فليست ممّا ترك ، لأنّه قد تصدّق بها في حياته ، وأخرجها عن ملكه فلا تورّث عنه! .
فهذه نكارةٌ مع تفرّد الزهري به، كما ذكرنا في الحديث الثاني الذي رواه عن عروة.

الغرض الذي يتّهم به الزهري

هو غرض الروايتين السابقتين في إشاعة الخبر وجعله مشهوراً كثير الطرق لنصرة أبي بكر وعمر وعثمان .

الحديث الرابع

أخرج البخاري ۱ ومسلم ۲ من طريق الزهري عن عروة عن عائشة : أنّ فاطمة والعبّاس عليهما السّلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وهما حينئذ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر .
فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : «لا نورّث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال» قال أبو بكر : والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصنعه فيه إلّا صنعته» .
قال : فهجرته فاطمة فلم تكلّمه حتّى ماتت .

النكارة في هذه الرواية

نكارة بيّنة من وجهين :
الوجه الأوّل : أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يحبّ أهله ويرحمهم ويرفق بهم ، وكانت فاطمة عليها السّلام بمنزلة بضعة منه يريبه ما يريبها ، فلو صحّ الحديث لكان صلّى الله عليه و آله و سلّم قد بلّغ

1.صحيح البخاري ج۸ ص۳ .

2.صحيح مسلم ج۱۲ ص۸۰ .

الصفحه من 229