الزهري ، أحاديثه و سيرته - الصفحه 97

السماء والأرض ، أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : «لا نورّث ، ما تركنا صدقةٌ»؟ .
قالوا نعم ، ثمّ أقبل على العبّاس وعليّ ، فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمان أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : «لا نورّث ، ما تركناه صدقةٌ» .
قالا : نعم ، فقال عمر : إنّ الله جلّ وعزّ كان خصّ رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم بخاصة لم يخصص بها أحداً غيره ، قال : ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فللّه وللرسول [ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا؟!] قال : فقسّم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم ، حتّى بقي هذا المال فكان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأخذ منه نفقة سنَةٍ ، ثمّ يجعل ما بقي اُسوة المال (كذا) .
ثمّ قال : اُنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، أتعلمون ذلك ؟ .
قالوا: نعم، ثمّ نشد عبّاساً وعليّاً بمثل ما نشد به القوم: أتعلمان ذلك؟ قالا : نعم.
قال : فلمّا توفّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال أبو بكر : أنا وليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ، فقال أبو بكر : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : «ما نورّث ، ما تركنا صدقةٌ» ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ، والله يعلم إنّه لصادق بارّ راشد تابع للحقّ .
ثمّ توفّي أبو بكر وأنا وليّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ووليّ أبي بكر ، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً ، والله يعلم إنّي لصادق بارّ راشد تابع للحقّ ، فوليتها ، ثمّ جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد ، فقلتما : ادفعها إلينا ، فقلت : إن شئتم دفعتها إليكما على أنّ عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخذتماها بذلك.
قال : أكذلك ؟ قالا : نعم .
قال : ثمّ جئتماني لأقضي بينكما ، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتّى تقوم الساعة ، فإن عجزتما فردّاها إليّ» انتهى .
وأمّا البخاري فأخرجه في مواضع من صحيحه ۱ .

1.منها في الصحيح ج۴ ث۴۲ من النسخة المجردة عن الشروح وهي أربعة مجلدات تشتمل على ثمانية أجزاء ، كلّ مجلد جزء ان ، فلينتبه لهذا فيما يأتي من النقل عن البخاري ، فإذا نقلت من شرح ابن حجر المسمّى فتح الباري بيّنته إن شاء الله . ومن مواضع هذا الحديث في البخاري ج۵ ص۲۳ و ص۲۴ و ج۶ ص۱۹۰ و ج۸ ص۱۴۶ .

الصفحه من 229