قراءة في كتاب المنهج الرجالي - الصفحه 297

المقدّمة

جعل المؤلّف بين يدي دراسته مقدّمة في أهميّة علم الرجال في الثقافة الإسلامية وتنوّع أساليب التأليف فيه .
بيّن فيها أنّ الحديث الشريف باعتباره أوسع المصادر لإبلاغ الشريعة ، لا يمكن الاطمئنان بأنّ ما وصل إلينا منه هو الحقّ وهو حكم الله تعالى إلّا بإحراز أمانة الوسائط البشرية التي أوصلته إلينا ، ومن هنا اكتسب علم الرجال أهميته البالغة في التحقق من صدق الرواة وإحراز صحّة صدور الحديث .
ولقد بذلت المزيد من الجهود المضنية منذ عصور الأئمة المعصومين عليهم السّلام وإلى اليوم لتحديد المعالم الأساسية لعلم الرجال وتطويقه بحزام الدقة والضبط ، تكلّلت بأعمال رائدة تتمثّل بالاُصول الرجاليّة المتداولة إلى وقتنا الحاضر .
وفي هذه المقدمة عرّف المؤلّف باُسلوب مؤلّفي الاُصول الرجاليّة ، وهي رجال البرقي ، ورجال الكشي ، ورجال النجاشي ، وفهرست الشيخ الطوسي ، ورجاله ،
ورسالة أبي غالب الزراري ، ورجال ابن الغضائري .
وذلك لإِبراز أهمية (الموسوعة الرجاليّة) للسيّد البروجردي قدّس سرّه ، وبيان موقعها بين مؤلّفات هذا العلم ، وتميّزها عن التجارب المعاصرة لها في المنهج الرجالي القويم والمبتكر الذي اتّخذه السيد لنفسه في معالجاته الحديثية والرجالية ، وتطبيق ذلك المنهج في بحوثه الفقهية ، وكان من أبرز ثمار تلك الموسوعة هو بيان الكثير من الفوائد الجليلة التي لم يُسبَق إليها السيدقدّس سرّه ، وتصحيح التراث الرجالي وفق اُسلوب دقيق ودليل متين .

الصفحه من 308