الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 17

بينما هذا الاستنكار لا وجه له إذ هم يرفعون حديثاً عن سهل بن سعد الساعدي ، قال :
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : «لكلّ أُمّةٍ مجوسٌ ، ولكلّ أُمّةٍ نصارى ، ولكلّ أُمّةٍ يهودٌ ، وإنّ مجوسَ أُمّتي القَدَريّة ، ونصاراهم الحَشْويّة ، ويهودُهم المُرْجِئة» .
رواه الطبراني في الأوسط ، حسب نقل الهيثمي ۱ .
لكنّهم في المطبوعة الحديثة من المعجم الأوسط ۲ حرّفوا الكلمة إلى «الخَشَبِيّة» ونقلوا عن ابن عمر فيهم كلاماً .
وهم مختلفون في توجيه النسبة :
تارةً : إلى جماعة الُمختار الثقفي أنّهم لم يحملوا السُيُوف إلّا من خَشَبٍ .
وأُخرى : إلى الخشبة التي صُلب عليها الشهيد زيد عليه السّلام .
ولكن انفرد بعض كبارهم بذكر هذا النقل!
ولم يَجْرِ هذا الاسم على لسان أحدٍ من السابقين غير هذين!
وقد حرّفت الكلمة في نسخةٍ من مجمع الزوائد للهيثمي إلى «الحَشْيِيّة» بالحاء المفردة والياء ين المثنّاتين! ولا معنى لها أصلاً .
فأحسن محقّق المجمع في اختيار اسم «الحَشْويّة» وهو الصواب اللائق .
وهذا يدلّ على جهل ابن قتيبة لمّا قال عن عدّة أسماء منها «الحَشْويّة» : وهذه كلّها أنبازٌ لم يأت بها خبرٌ عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم . . . تلك أسماء مصنوعة ۳ .

وقفة مع الحَشْويّة ـ أنفسهم ـ حول هذا الاسم :

ومع أنّ لهذا الاسم واقعاً لا يُنكر .

1.مجمع الزوائد (۷/۲۰۷) وعلّق المعلّق : في الأصل : الحَشْيِيّة .

2.المعجم الأوسط (۹/۹۳) طبعة دار الحرمين ، تحقيق إبراهيم الحسني .

3.تأويل مختلف الحديث (ص۸۱) .

الصفحه من 64