الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 19

فالمعتزلة سَمَّوا الجماعة : «حَشْواً» كما تسمّيهم الرافضة : «الجمهور» .
وقلتُ : مَن في أصحاب الامام أحمد حشويٌّ بالمعنى الذي تريده؟
الأثرم؟ أبو داود المروزي؟ الخلاّل أبو بكر؟ عبدالعزيز أبو الحسن التميمي؟ ابن حامد؟ القاضي أبو يَعْلى؟ أبو الخطّاب ، ابن عقيل؟
ورفعتُ صوتي وقلتُ : سمِّهم لي مِنْهُم ، مَنْ هُوَ؟
أبِكِذْبِ ابن الخطيب وافترائه على الناس في مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين؟
كما نقل هو وغيره عنهم : أنّهم يقولون : إنّ القرآن القديم هو أصوات القارئين ، ومداد الكاتبين ، وأنّ الصوت والمداد قديم أزلي!
مَنْ قال هذا؟
وفي أيّ كتابٍ وُجِدَ هذا عنهم؟
قُلْ لي! ۱ .
أقول : وهكذا يظهر ابن تَيْمِيَّة مهرّجاً في هذا البحث ـ كعادته ـ ليضيّع أصل الموضوع المبحوث عنه بالتساؤلات والاحتمالات ، ورفع الصوت ، والضوضاء .
ولكي نكون واقعيين ، ليهدأ الرجلُ من فورته ، نقول له :
لقد وضعت لائمة الاسم «الحَشْويّة» على المعتزلة ، فقط ، واتّهمت عمرو بن عبيد ، بذلك ، وفسّرت الكلمة بما أعجبك ، ممّا لم نجد للعلماء به قولاً ولو ضعيفاً أو احتمالاً ،
وقد خالفت في أُمور :
1 ـ إعراضك عن الحديث الذي ورد فيه اسم «الحَشْويّة» المرفوع إلى

1.كتب ابن تَيْمِيَّة في العقيدة (۳/۱۹۸) في حكاية الشيخ علم الدين للمناظرة في العقيدة الواسطية .

الصفحه من 64