الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 20

الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم والذي أورده الحافظ الطبراني ، والناقد الهيثمي ، كما مرّ .
وهو ـ إن ثبت ـ يبطل زعمك على المعتزلة ، واتّهامك لابن عُبيد .
2 ـ إنّك لم تذكر المعنى الذي أراده خصمك من الكلمة ، وأنت تحاول محاسبته على أساسه .
3 ـ أنّك تستنكر أن يكون الذين ذكرتَهم من علماء نحلتك «حشويةً» بينما نقلت عن ابن عبيد أنّه جعل «عبدالله بن عمر» حشوياً .
فهل هؤلاء أفضل عنده من «عبدالله بن عمر» حتّى لا يكونوا من الحَشْويّة؟
أم إنّ عبدالله بن عمر عندك أهون منهم حتّى لا تُبالي بكونه حشوياً؟ فلم تدافع عنه ، كما دافعت عن أُولئك؟
4 ـ وأمّا مَنْ ذكرتَه من الأشخاص ، فهم ـ وإن كانوا من الجُلُودالمنفُوخة عندك ـ إلّا أنّهم من كبار الحَشْويّة عند القوم .
5 ـ ثمّ هل ينحصر الأمر بين الحنابلة بهؤلاء؟ فأين أنت من البَرْبَهاري ، وأمثاله؟
فلماذا لا تذكرهم ، وهم من أجلّة مَنْ ذكروا في طبقات الحنابلة؟
وعليك بقراء ة تراجمهم في محالّها كي تعرف أنّهم الأعمدة في ما اختّصت به الحَشْويّة من : الالتزام بالظواهر ، وإنكار التأويل ، وتعطيل العقل ، والتشبيه والتحديد ، والالتزام بالأخبار بما فيها من الحشو والباطل ، و . . .
وكلّ ما في معنى الحَشْويّة عند العلماء ، فهو مجتمع في كلّ واحد من هؤلاء!
فكيف تُنكر حشويّتهم؟
وما مَثَلُك إلّا مَثَلُ النعامة التي أخفت رأسها في التراب ، لم ترَ أحداً ، وتتصوّر أنّ الآخرين لم يروك!
فإن أنكرت مقالات هؤلاء المليئة بالحشو ، فإنّ الآخرين يقرؤون ويعرفون ، فلا تبقى لك إلّا فضيحة الكذب ، أو الجهل! فاختر أيّهما شئت .

الصفحه من 64