الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 21

2ً - وقال ابن تَيْمِيَّة الحرّاني :
أمّا لفظ الحَشْويّة : فليس فيه ما يدلّ على شخصٍ معيّنٍ ، ولا مقالةٍ معيّنةٍ ، فلا يُدرى مَن هؤلاء؟
وقد قيل : إنّ أوّل مَنْ تكلّمَ بهذا اللفظ : عمرُو بن عُبيد ، فقال : «كان عبدالله بن عمر حشويّاً» .
وكأنّ هذا اللفظ في اصطلاح مَنْ قاله يريد به العامّة الذين هم حَشْوٌ ، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنّة مذهب الجمهور .
[1] فإن كان مراده بالحشويّة طائفةً من أصحاب الأئمّة الأربعة دون غيرهم ، كأصحاب أحمد أو الشافعي ، أو مالك ، فمن المعلوم أنّ هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً ، بل هم يكفّرون من يقولها .
[0] ولو قُدّر أنّ بعضها وُجِدَ في بعضهم ، فليس ذلك من خصائصهم ، بل كما يوجد مثل ذلك في سائر الطوائف .
[2] وإن كان مراده بالحشويّة : أهل الحديث ـ على الاطلاق ـ سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا ـ فاعتقاد أهل الحديث هو السُنّة المحضة ، وليس في اعتقاد أحدٍ من أهل الحديث شي ءٌ من هذا .
والكتب شاهدة بذلك .
[3] وإن كان مراده بالحشويّة عموم أهل السنّة والجماعة مطلقاً ، فهذه الأقوال لا تُعرفُ في عُموم المسلمين ، وأهل السنّة .
وجُمهور المسلمين لا يظنّون أنّ أحداً قال هذا .
[0] وإذا كان في بعض جُهّال العامّة مَنْ يقول هذا ، أو أكثر من هذا ، لم يَجُزْ أن يجعل هذا اعتقاداً لأهل السنّة ۱ .

1.منهاج السنة النبوية (۲/۵۲۱) .

الصفحه من 64