الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 23

إنّ هذه العبارة بطولها تدلّ على تناقض الشيخ في دعاويه ، وإنكاره للواضحات ، وعلى جهله بالفرق والمقالات والأقوال ومصادرها ومواردها .
مع أنّ أُسلوبه في تحوير الكلام ، وطرح الاحتمالات ، فيه تضليلٌ متعمَّدٌ للقارئ ، وهو عملٌ قبيحٌ بلا ريب .
3ً ـ ويقول الشيخ ابن تَيْمِيَّة :
مسمّى «الحَشْويّة» في لغة الناطقين به : ليس اسماً لطائفةٍ معيّنةٍ لها رئيسٌ قال مقالةً فاتّبعتْهُ ، كالجهميّة ، والكلابيّة ، والأشعرية .
ولا اسماً لقولٍ معيّنٍ ، مَنْ قاله كان كذلك .
والطائفة إنّما تتميّزُ بذكر قولها ، أو بذكر رئيسها ۱ .
وهُنا يبدو الشيخ الحرّاني أكثر جديّةً ، حيث يبدو مناقشاً في التسمية ، وأنّ النسبة إلى ماذا؟ فالحشو في نفسه ليس اسماً لشخصٍ ، ولا اسماً لرأيٍ وقولٍ .
ولكنّ ابن تَيْمِيَّة يعرف الحقيقة ، وقد وقف عليها من خلال كتب الملل والنحل والعقائد ، فماذا يُريد أن يفعلَ ويُنكر هذه المرّة؟
إنّ كلمة الحَشْويّة نسبةٌ إلى «الحشو» وقد ذكروا وجوهاً للنسبة ، ووجه تسمية القوم بذلك ، كما عرفنا مفصّلاً .
وإذا لم يكن اسماً لشخص ، أو لرأي ، فثُمَّ ماذا؟
وأمّا أنّ ابن تَيْمِيَّة الحرّاني يعرف الحقيقة ، فاقرأ النصّ التالي :
4ً ـ قال : ينبغي النظر في الموسُومين بهذا الاسم ، وفي الواسمين لهم به ، أيُّهما أحقّ؟
وقد علم أنّ هذا الاسم ممّا اشتهر عن النُفاة ، ممّن هو مظنّة الزندقة ، كما ذكر العلماء كأبي حاتم وغيره : إنّ علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشويةً .

1.بيان تلبيس الجهميّة (۱/۲۴۲) .

الصفحه من 64