الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 26

فمع قربه من الحقيقة ، صرّح بأنّ التسمية اصطلاح من المتكلّمين على مَنْ خالف المنهج العلميّ البحثيّ النظريّ ، وتمسّك بالمنهج الظاهريّ التقليديّ للألفاظ والعبارات المتعلّقة بالصفات ، دون التحقيق والتدقيق والتفكّر في المداليل والمؤدّيات .
فالتسمية ـ إذن ـ لها مبنىً على معنىً ، لكن لماذا يجرُّ الشيخ الحرّاني الكلام إلى «وجوب الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحجّ» من أُمور يلتزم بها المسلمون ـ بلا استثناء ـ ؟
ليس عمله ذلك إلّا للتهويل والاتّهام الباطل ، على عادته مع خصومه ، وإن كان على حساب الحقائق وتحريف المصطلحات! .
ومع تصريحه بأنّ التسمية بالحشوية إنّما هي على أساس الالتزام بالصفات الخبرية وإثباتها لله تعالى بظواهرها ، كاليد والوجه . . . ، فإنّ إقحام فروع الصلاة والزكاة وغيرهما ، في المقام ، تزيّدٌ متعمّدٌ ، وتضليلٌ للقرّاء ، وتهويلٌ على المخاصم .
وليس شي ءٌ من هذه لائقاً بمن يدّعي العلم ، أويستضي ء بنوره .

هذا الاسم في التراث الشيعي :

جاء ذكر «الحَشْويّة» في التراث الشيعي بوفرة :
1 ـ ففي الحديث الذي رواه الصدوق (ت381هـ) في أخبار الامام الرضاعليه السّلام والمناظرة التي عقدها المأمون العبّاسي بينه وبين أصحاب المذاهب والفرق ، جاء اسم «الحَشْويّة» وما روته ۱ .
2 ـ وأمّا شيخ متكلّمي الاماميّة ، ومنظّر قواعدها الاُصولية ، الامام المفيد (ت413) فإنّه ركّز على ذكر الكلمة في مختلف المجالات :

1.عيون أبار الرضا عليه السّلام (۱/۲۱۰) وفي طبعة اُخرى (۱۹۵) .

الصفحه من 64