الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 29

وداود الجواربي والكلبي وأمثالهم ممّن فسّر القرآن بالتوهُّم ۱ .
وأكّد في فصلٍ خاصٍ على شهرة تسمية أصحاب الحديث بالحشوية، فقال: ثمّ يقال للمعتزلة : ليس يمكنكم دفاع ما قد شاع لكم عن لقبكم بالقَدَريّة ، كما شاع من لقب أصحاب المخلوق بالجبر ، والمحكّمة بالخارجية ، وشيعة عليٍّ عليه السّلام بالرافضة ، وأصحاب الحديث بالحشوية ، ولم يجب بذلك ـ عندكم ، ولا عند فريق ممّن سمّيناه ـ استحقاقهم الشايع ممّا وصفناه ، ولا خروجهم به من الدين . . . ۲ .
وقال في رسالة عدم سهو النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم : فليس يجوز ـ عندنا وعند الحَشْويّة ، المجيزين عليه السهو ـ أن يكذب النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم متعمّداً ولا ساهياً ۳ .
وذكر تعلّق المخالفين بالشبهة التي أحدثها جعفر بن علي المعروف بالكذّاب في شأن ولادة الامام المهدي عليه السّلام ، ومنهم الحَشْويّة ۴ .
وفي جواب اعتراضهم على غَيْبة الامام بأنّه يؤدّي إلى تضييع الأحكام وتعطيل الحدود ، ذكر الشيخ : أنّ مثل ذلك وارد عليهم؛ لأنّهم أهملوا نصبَ الأئمّة مع أنّهم يعتقدون بوجوب ذلك على الاُمّة .
وإنْ كان لهم عذرٌ في ذلك الترك ، فعذر الامام في الظهور أوضح ، لأنّ سيرة آبائه عليهم السّلام دلّتْ على مدى الحقد والعداء الذي يُكنُّهُ المخالفون ، بل أبدوه تجاههم وتجاه شيعتهم ، من القتل وسفك الدماء وأنواع المضايقات والايذاء ، بينما علماؤهم وأئمّتهم لم يُلاقوا أيَّ شيءٍ من ذلك ، فقال : ولم يَرَ أحدٌ من المعتزلة ولا الحَشْويّة سفك دمه ، ولا شُرِّدَ من وطنه ، ولا خيف على التوهّم عليه ، والتحقيق منه ، بل

1.المصدر السابق (ص۵ ـ ۱۷۶) .

2.الافصاح (ص۲۲۷) .

3.عدم سهو النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم (ص۲۳) مصنّفات المفيد (۱۰) .

4.الفصول العشرة في الغيبة (ص۶۶) نهاية الفصل الثاني .

الصفحه من 64