الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 30

هؤلاء القوم يصرّحون في المجالس بأنّهم أصحاب الاختيار وأنّ إليهم الحلَّ والعقدَ والانكارَ على الطاعة ، وانّ من مذهبهم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر ، فرضاً لازماً على اعتقادهم ، وهم ـ مع ذلك ـ آمنون من السلطان ، غيرُ خائفين من نكره عليهم من هذا المقال!
فبانَ أنّه لا عذرَ لهم في ترك إقامة الامام! وأنّ العذر الواضح الذي لا شبهةَ فيه حاصلٌ لأئمّتنا عليهم السّلام ۱ .
وأخيراً : أطلق الكلمة على بعض الشيعة ، فقال في حديث الأشباح : فالمراد بذلك أنّ أمثلتهم في الصور كانت في العرش فرآها آدم عليه السّلام وسأل عنها؟ فأخبره الله أنّها أمثال صور من ذرّيته شرّفهم بذلك وعظّمهم به ،
فأمّا أن تكون ذواتهم عليهم السّلام كانت قبل آدم موجودةً ، فذلك باطلٌ بعيدٌ عن الحقّ ، لا يعتقده محصّلٌ ، ولا يدين به عالمٌ ، وإنّما قال به طوائفُ من الغُلاة الجهّال ، والحَشْويّة من الشيعة الذين لا بَصَرَ لهم بمعاني الأشياء ولا حقيقة الكلام ۲ .
وذكر الشيخ الطوسي هذا الاسم في مواضع :
منها ما ذكره في أخبار المعمّرين وطول عمرهم ما نصّه : وعندنا يجوز خرق العادات على يد الأنبياء والأئمّة والصالحين ، وأكثرُ أصحاب الحديث يجوّزون ذلك ، وكثيرٌ من المعتزلة والحَشْويّة ـ وإنْ سمّوا ذلك كراماتٍ ـ كان ذلك خلافاً في عبارة ۳ . ونقل في مورد آخر : قال أبو عبدالله محمّد بن زيد : فحدّثت أبا بكر محمّد ابن أبي دارم اليمامي ، وهو أحد مشايخ الحَشْويّة ۴ .

1.الرسالة الثالثة في الغيبة للمفيد (ص۱۵ ـ ۱۶) مع المصنّفات (۷) .

2.المسائل العكبرية (ص۲۸) من المصنّفات (۶) .

3.الغيبة للطوسي (ص۱۲۵ ـ ۱۲۶) .

4.الغيبة للطوسي (ص۳۰۱) .

الصفحه من 64