الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 33

7 ـ المُقَلِّدة :

ذكر الشيخ المفيدرضي الله عنه هذا الاسم ، في ما ورد عنه من النقاش مع شيخ من حذّاق المعتزلة ، حول غَيْبة الامام المهدي المنتظرعليه السّلام حيث جاء فيه : أنّ الامام عليه السّلام إنّما لجأ إلى الغَيْبة للتقيّة والخوف ، وهي تشمل الشيعة الذين يعتقدون بإمامته أيضاً ، لعدم عصمتهم ، وإمكان التغرير به وإيقاعه في الخطر لو ظهر لهم ، حاشا مَنْ يكون تامّ الايمان والمعرفة والكمال .
فانجرّ الكلام إلى أنّ جماعةً من معتقدي التشيّع غير عارفين في الحقيقة ، وإنّما يعتقدون الديانة على ظاهر القول بالتقليد والاسترسال ، دون النظر في الأدلّة والعمل على الحجّة .
فقال المعتزلي : خبّرني عن هؤلاء المقلّدين من الشيعة الاماميّة؟
فقال الشيخ المفيد : لستُ أقول : إنّ جميع المُقَلِّدة كفّارٌ ، لأنّ فيهم جماعةً لم يكلّفوا المعرفة ولا النظر في الأدلّة ، لنقصان عقولهم عن الحدّ الذي به يجب تكليف ذلك ، وإن كانوا مكلّفين عندي للقول والعمل .
وجماعةٌ من المُقَلِّدة عندي كفّارٌ ، لأنّ فيهم من القوّة على الاستدلال ما يصلون به إلى المعارف ، فإذا انصرفوا عن النظر في طرفها فقد استحقّوا . . . ۱ .
وذكرهم الشيخ المفيد في ردّه على حديث سهو النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم في صلاته ، فقال : الحديث الذي روته الناصبة ، والمُقَلِّدة من الشيعة ۲ .
وذكرهم في المقالات في «القول في الأرض وهيئتها وهل هي متحرّكة أو ساكنة؟» فقال : إنّ الأرض على هيئة الكُرة في وسط الفلك . . . وقد خالف فيه الجبّائي وابنه وجماعة غيرهما من أهل الآراء والمذاهب من المُقَلِّدة والمتكلّمين ۳ .

1.الفصول المختارة (ص۱۱۲ ـ ۱۱۳) مع المصنّفات (۱۲) .

2.عدم سهو النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم (ص۲۰) مع المصنّفات ج۱۰ .

3.أوائل المقالات (ص۱۰۰) .

الصفحه من 64