الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 40

ظنّوا صحّتها ۱ .
وذكرهم الشيخ المفيد بقوله : أخبار الآحاد لا توجب علماً ولا عملاً ، وروايتها عمّن يجوز عليه السهو والغلط ، وأصحاب الحديث ينقلون الغثّ والسمين ، ولا يقتصرون في النقل على المعلوم ، وليسوا بأصحاب نَظَرٍ وتفتيشٍ ولا فكرٍ في ما يروونه وتمييز ، فأخبارهم مختلطةٌ لا يتميّز منها الصحيح من السقيم إلّا بنظرٍ في الاُصول ، واعتمادٍ على النظر الذي يوصل إلى العلم بصحّة المنقول ۲ .
وقد ذكر المفيد «أصحاب الحديث» في مواضع من مصنّفاته :
1 ـ منها ـ في القول في الاجماع ، وأنّه حُجّة لوجود قول الامام عليه السّلام مع المجمعين ـ قال : «وهذا مذهب أهل الامامة خاصّةً ، ويُخالفهم فيه المعتزلة ، والمرجئة ، والخوارج ، وأصحاب الحديث من القدَرَيّة وأهل الاجبار» ۳ .
2 ـ ومثله ـ في القول في كلام عيسى عليه السّلام في المهد ـ وأنّه كان منه على كمال عقل وثبوت تكليف وأداء واجب ، وبعد نبوّة حصلت له ـ قال : وهذا مذهب أهل الامامة بأسرها ، وجماعة من أهل الشيعة غيرها ، وقد ذهب إليه نفر من المعتزلة وكثير من أصحاب الحديث . . . ۴ .
وهنا خصّ الاسم بغير الامامية . . كما هو واضح .
3 ـ ومنها ـ في القول في كلام المجنون والطفل ، وهل يكون فيه كذب أو صدق أو لا؟ وانّه لا يحكم عليه حتّى يعلم القصد من قائله والنيّة فيه ـ قال : وهذا مذهب جماعة من أهل العدل . . . ويذهب إليه قوم من الشيعة العدلية وطائفة من المرجئة ،

1.الذخيرة في علم الكلام (ص۳۶۱) .

2.المسائل السروية (ص۷۲ ـ ۷۳) المسألة الثامنة ، مع المصنّفات (۷) .

3.أوائل المقالات (ص۱۲۱) مع المصنّفات (۴) وطبعة المحقّق (ص۵۷) .

4.أيضاً (۱۲۵) مع المصنّفات (۴) وطبعة المحقّق (ص۶۰) .

الصفحه من 64