الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 42

5 ـ وجاء في كلام السيّد المرتضى في الحكايات التي سأل فيها المفيد ما نصّه : فإنّي لا أزال أسمع المعتزلة يدّعون على أسلافنا أنّهم كانوا ـ كلّهم ـ مشبهة ، وأسمع المشبّهة من العامّة يقولون مثل ذلك ، وأرى جماعةً من أصحاب الحديث من الامامية يطابقونهم على هذه الحكاية ۱ .
وقد تصدّى الشيخ المفيد لهؤلاء وآرائهم الفاسدة المبتنية على الالتزام بمطلق الأخبار ، ففي مؤلّفاته كتاب باسم (مقابيس الأنوار في الردّ على أهل الأخبار) ۲ . وذكرهم الشيخ الطوسي نقلاً عن أبي نصر ، هبة الله بن محمّد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب ، قال : «حدّثني بعض الشراف ۳ من الشيعة الاماميّة أصحاب الحديث» ۴ .
ونقل الفقيه يحيى بن سعيد الحلّي ، قال : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله في التهذيب : وقال قوم من أصحابنا من أصحاب الحديث : يجب الوضوء من المذي إذا كان عن شهوة واستدلّ بما رواه الصفّار ۵ .
ويشترك «أصحاب الحديث» و«الحَشْويّة» في ادّعاء نسبة عقائدهم إلى السَلَف ، فيتسمَّوْنَ بالسلفية !
وهم يحاولون بذلك تبرئة أنفسهم من مغبّة الآراء الباطلة ، والمخالفة لأدلّة العقل السليم والنقل الصحيح ، فهم يُسندون جميع أقوالهم إلى غيرهم من الأموات

1.الحكايات (ص۷۷) المصنّفات (۱۰) .

2.رجال النجاشي (ص۲۸۶) .

3.كذا وردت الكلمة ، ولعلّها تصحيف (الأشراف) أو (الثقات)؟!

4.الغيبة للطوسي (ص۳۵۵) رقم (۳۱۷) .

5.نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر للحلّي (ص۸) . أقول : لكن هذا المنقول عن التهذيب لا يوجد في (تهذيب الأحكام) المطبوع ، بل استدلّ الشيخ بالحديث المذكور على استحباب الوضوء من المذي في تلك الحال ، فلاحظ تهذيب الأحكام (۱/۱۹) ولاحظ الاستبصار (۱/۹۲ ـ ۹۳) رقم (۸) .

الصفحه من 64