الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 45

واشتهر هذا الاسم بين المتأخّرين من «الشيعة الاثنى عشرية» فأطلق على مَن التزم الأخبار والأحاديث واستند إليها ، على نحو ما نسب إلى الحَشْويّة وأهل الحديث من العامّة .
بل ، خصّ الشهرستاني هذا الاسم بالفرق الشيعيّة ، فقال في عداد «الامامية» : إنّهم كانوا في الأوّل على مذهب أئمّتهم في الأُصول ، ثمّ لمّا اختلفت الروايات عن أئمّتهم ، وتمادى الزمان ، اختارت كلّ فرقةٍ منهم طريقاً : فصارت الامامية :
بعضها «معتزلة» : إمّا وعيديّة ، وإمّا تفضيلية .
وبعضها «أخبارية» إمّا مشبّهة ، وإمّا «سلفيّة» ۱ .
وشرح التهانوي هذا الكلام ، فقال : إلى «أخبارية» : يعتقدون ظاهر ما وردت به الأخبار المتشابهة ، وهؤلاء منقسمون إلى : مشبّهة : يُجرون المتشابهات على أنّ المراد بها ظواهرها ، و«سَلَفِيّة» : يعتقدون أنّ ما أراد الله بها حقٌّ بلا شبهةٍ ، كما عليه السَلَف .
وكذلك أعاد الكلام في مادّة «إماميّة» ۲ .
وفي مادّة «سلف» قال : «السَلَفِيّة فرقة من الاماميّة» ۳ .
ومهما يكن : فإنّ الشهرستاني خصّ «الأخبارية» بالامامية ، لكن تفصيله وتفسيره يعمّ مَن التزم بما التزموا من الاعتقاد بالظواهر ، وهم الظاهرية الحَشْويّة من العامّة .
ومن الجدير بالذكر أنّ العلّامة الحلّي ـ ذكر في نهاية الاُصول : «إنّ الأخباريين لم يعوّلوا في أُصول الدين وفروعه إلّا على أخبار الآحاد» ۴ .

1.الملل والنحل (۱/۱۶۵) .

2.كشّاف اصطلاحات الفنون (۱/۲۶۱ ـ ۲۶۲) .

3.المصدر السابق (السلفيّة) .

4.نقله الشيخ الأنصاري في فرائد الاُصول (الرسائل) (ج۱ ص۱۵۷) .

الصفحه من 64