الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 46

فيكون موافقاً لما نسبه الشيخ الطوسي في العدّة ۱ إلى «المُقَلِّدة» و «غفلة أصحاب الحديث» كما صرّح به الشيخ الأنصاري في رسائله مكرّراً ۲ .
وسيأتي بيان موقف الحَشْويّة من الأخبار ، في الفصل الثالث من هذا البحث .
وأمّا كلمة «الحَشْويّة» فاختصّ إطلاقها عند أهل الملل والنحل بالظاهرية من العامّة من أهل الحديث ، وعمّمت على الذين التزموا بمنهج الحشويّة في التعامل مع الأخبار والأحاديث ، بحملها على ظواهرها ، والمنع من تأويلها ، وتقليد السَلَف ـ حسب زعمهم ـ في ذلك ، ولو كانوا من أهل المذاهب الاُخرى ، فإنّ الحَشْويّة ـ كما قال ابن المرتضى الزيدي ـ : لا مذهب لهم منفرد ۳ .
وقد عرفت من خلال ما تقدّم أنّ العلماء أطلقوا عليهم أسماء عديدة تتناسب مع معتقداتهم والتزاماتهم . ويقابل كلّ مصطلح اسم للفرقة المعارضة لهم ، مثل : المعتزلة والكلامية ، وأهل النظر ، وأهل التنزيه ، والعدلية ، والمجتهدين ، والفقهاء .
ومعرفة المراد من كلمة «الحَشْويّة» تبتني على القرائن الحافّة بالكلام في كلّ مقام .
فإذا أُطلقت فهي منصرفة إلى أهل الحديث من العامّة ، وكذا لو اقترنت باسم من يقابلهم من الفرق .
مثلاً قال السيّد الشريف المرتضى حول صيانة القرآن الكريم : «إنّ مَنْ يُخالف هذا الباب من «الاماميّة» و «الحَشْويّة» لا يُعتدُّ بخلافهم ، فإنّه مضافٌ إلى قومٍ من «أصحاب الحديث» نقلوا أخباراً ضعيفةً ظنّوا صحّتها ، لا يُرجع إلى مثلها عن المعلوم المقطوع عليه ۴ .

1.العدّة في الاُصول للطوسي (۱/) .

2.فرائد الاُصول (۱/۱۵۴ و۱۵۷) .

3.المنية والأمل ، لابن المرتضى الزيدي (ص۱۱ ـ ۱۲) .

4.الذخيرة في علم الكلام ص۳۶۳) ولاحظ مجمع البيان للطبرسي (۱/۳۱) .

الصفحه من 64