الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 48

سوّدت صحائف من (صحاحهم) وشوّهت مجلّدات من كتبهم ، ممّا لا يخفى أمره حتّى على العميان!
ولم يكن لجميع تلك الروايات الموضوعة والمفتعلة أدنى أثَرٍ في قُدس القرآن وعظمته وسلامة نصّه ، بحمد الله ووعده بحفظه .
فإذا كان السيّد المرتضى بصدد الردّ على الحَشْويّة ـ سواء من العامّة أو الخاصّة ـ فهذا يعني الدفاع عن القرآن وتنزيهه عمّا يريده المخالفون ، ويرويه الحَشْويّة ، ويستندون إليه في مخالفتهم لسلامته .
فالقفاري يريد من محاولته هذه تصويب الحَشْويّة من العامّة في ما افتروه من الضلال اعتماداً على ما رووه من أحاديث الحشو ، المخالفة لحقّ القرآن .
ولو كان القفاريّ يرى صحّة تلك الروايات ، لوجودها في كتب يسمّيها «الصحاح» فليعتبر :
1 ـ أنّ تلك الروايات ـ مهما بلغت من الصحّة ـ إنّما هي آحاد ظنيّة ، فهي لا تقابل قطعيّة القرآن ، ولزوم كون آياته معلومةً باليقين .
وهذا هو ما صرّح به السيّد المرتضى في كلامه ، وردّ به على الحَشْويّة .
فلماذا يغضبُ القفاري ويُثار؟! من قول الحقّ؟؟
2 ـ وإن التزم القفاريّ ـ دفاعاً عن الحَشْويّة ـ بأنّ لتلك الروايات محملاً صحيحاً وتوجيهاً مقبولاً لا يتنافى وسلامة القرآن ، فليحمل روايات «الأخبارية» على ذلك أيضاً ، حتّى لا يعرِّضَ القرآنَ لشبهة المخالفة .
والسيّد الشريف المرتضى والمحقّقون من أعلام الاُمّة ، يردّون على الحَشْويّة خلافهم في سلامة القرآن .
ومحاولة القفاريّ فاشلة ، لأنّ الحَشْويّة لا يقبلون ما يتخيّله القفاري وجهاً لحمل تلك الروايات ، ويُصرّون على الالتزام بظاهرها الدالّ على الخلاف .

الصفحه من 64