الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 49

وسيأتي التفصيل عن هذا في الفصل الثالث من هذا البحث .
ومهما يكن فإنّ وجود الالتزام بملتزمات الحَشْويّة ، من بعض المحسوبين على العامّة ، كالسلفية قديماً أو حديثاً ،و من بعض الاماميّة ، كالأخبارية ـ قديماً أو حديثاً ـ يدلّ على وجود المتّخذين لهذا المنهج الباطل بين الامّة جمعاء .
فإطلاق الحَشْويّة ، وإن كان ينصرف إلى العامّة ، لكنّ صدقه على غيرهم من أهل المذاهب ، ممّن التزم بمنهجهم ، أمرٌ واضحٌ ، كما أنّ إطلاق اسم «السَلَفِيّة» عليهم كذلك .
وقد ورد إطلاق اسم «الحَشْويّة» على من التزم بمنهج العامّة في حجيّة الخبر الواحد ، ممّن نسب إلى التشيّع :
فذكره الشيخ المفيد في مواضع من كتبه ، كما سبق :
منها في القول في رؤية المحتضرين للمعصومين عليهم السّلام ۱ .
وصرّح في تفسير حديث الأشباح بقوله : «الحَشْويّة من الشيعة : الذين لا بَصَرَ لهم بمعاني الأشياء ولا حقيقة الكلام» ۲ وقد مرّ نقله .
والمحقّق الحلّي ، قال : «أفرط الحَشْويّة في العمل بخبر الواحد ، حتّى انقادوا لكلّ خبر» ۳ .
وكذلك أطلق الاسم على أهل العَدَد في شهر رمضان ، فقال : «إنّ قوماً من الحَشْويّة يزعمون أنّ شهور السنة قسمان : ثلاثون يوماً ، وتسعة وعشرون يوماً ، فرمضان لا ينقص أبداً» ۴ كما سيأتي مفصّلاً .
وعبّر عنهم ابن فهد الحلّي ـ في مسألة العَدَد في أيّام شهر رمضان ـ بقوله :

1.في أوائل المقالات (۷۴) وطبعة المحقّق (ص۲۵ ـ ۲۶) .

2.المسائل العكبرية (ص۲۸) مع المصنّفات (۶) .

3.المعتبر (۱/۲۹) .

4.المعتبر (۲/۶۸۸) .

الصفحه من 64