الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 50

«شذّاذ من أصحابنا» ۱ .
وكذلك أطلق الاسم على الأخبارية الشيخ حسن النجفي صاحب الجواهر ، في مسألة «الاخفات في التسبيح في الأخيرتين في ظهر الجمعة» فحكم بالاسرار ، وقال : ولعلّه إلى ذلك أشار العلّامة الطباطبائي بقوله :
ويلزم الإخفات في الذكر البَدَلْ
بالأصل ، والنقل ، وظاهر العَمَلْ
وقال : مضافاً إلى موافقته للاحتياط أيضاً ، ضرورة أنّه لم يقل أحدٌ من معتبري الأصحاب بوجوب الجهر ، وإن ظُنَّ من عبارة الصدوق ، لكنّه وَهْمٌ واضح .
نعم أفتى به بعض الحَشْويّة المخلّطة في عصرنا وما قاربه ، كما أنّ بعضهم ـ أيضاً ـ واظب على الجهر بالقراء ة في الأخيرتين ، المعلوم ـ عند الامامية ـ بطلانه .
ثمّ اعتبر ذلك من القائل : بدعةً من البدع القبيحة ، أجار الله المذهب منها ومن أهلها ۲ .
وقد عرفت أنّ الشيخ الأنصاري (ت1281هـ) جعل «الأخباريين» هم «المُقَلِّدة» و «غفلة أصحاب الحديث» وأنّهم «الذين لم يعوّلوا في أُصول الدين وفروعه إلّا على أخبار الآحاد» ۳ .
ممّا يدلّ على استمرار هذا المنهج إلى عصره .
ومهما كان ، فلا مشاحّةَ في الأسماء ، فإنّها اصطلاحاتٌ تتبعُ مُراد الواضعين ، ولا ضَيْرَ بها على مَنْ لا تنطبقُ عليه ، حتّى لو ادّعى ذلك المُدّعون .
والأمرُ الذي نُعلنُهُ هو أنّا لا نهابُ أحداً في ذكر واقعٍ ، ولا نُغمِصُ الأعينَ عن الموجود ، اتّباعاً للطائفيّة المقيتة أو على حساب المقدّسات ، فالحشويّ مهما كان

1.المهذّب البارع (۲/۶۰) .

2.جواهر الكلام (۹/۴ ـ ۳۷۵) وانظر (۱۶/۳۶۴ و۳۶۵) .

3.فرائد الاُصول (الرسائل) (۱/۱۵۴ و۱۵۷) .

الصفحه من 64