الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 52

وقد انتسبَ إلى موسى عليه السّلام أُناسٌ ، هو منهم بري ءٌ .
وانتسبَ إلى عيسى عليه السّلام أُناسٌ ، هو منهم بري ءٌ .
وقد انتسبَ إلى عليّ بن أبي طالب[عليه السّلام ] أُناسٌ ، هو بري ءٌ منهم .
ونبيّنا[صلّى الله عليه و آله و سلّم ] قد انتسبَ إليه من القرامطة والباطنيّة وغيرهم من أصناف المُلحدة والمنافقين مَنْ هو بري ءٌ منهم .
[وأمّا] أنّه انتسبَ إلى أحمد ناسٌ من الحَشْويّة والمشبّهة ونحو هذا الكلام . فقلتُ : المشبّهةُ والمجسّمةُ في غير أصحاب الامام أحمد ، أكثر منهم فيهم .
هؤلاء أصناف الأكراد كلّهم شافعيّة ، وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف آخر .
وأهل جيلان فيهم شافعيّة وحنبليّة .
قلتُ : وأمّا الحنبليّة المحضة ، فليس فيهم من ذلك ما في غيرهم .
وكان من تمام الجواب : أنّ الكراميّة المجسّمة كلّهم حنفيّة ۱ .
أقول :
أوّلاً : مع رفضنا لأُسلوب اتّهام الآخرين ، حتّى الأنبياء والأئمّة عليهم السّلام في سبيل الُمحاماة عن الحنابلة ، فإنّ توسيع رقعة الاتّهام ليس موجباً للبراء ة منها ، بما ورد في السؤال .
وثانياً : إنّ ما ذكره عن الآخرين ، ليس مقبولاً منه ، لأنّه دعوى بلا بيّنة ولا برهان .
وثالثاً : إنّ ما تهرّب به أخيراً من قوله : «وأمّا الحنبليّة المحضة» فهو تصريحٌ بانقسام الحنبليّة إلى محضةٍ وغير محضةٍ ، واعترافٌ آخر بوجود الاتّهام في طرف منهما .

1.كتب ابن تَيْمِيَّة في العقيدة (۳/۱۸۵) .

الصفحه من 64