الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 55

لا يُوافق عليه الحَشْويّة والسَلَفِيّة ، بل يكفّرون القائل بها ،
وفي المنقول عنه كذلك آراءٌ مناقضةٌ لما نقله الحَشْويّة عنه موافقة لهم .
وكلّ ذلك يدلّ على اتّخاذهم له ذريعةً لإضْفاء الشرعيّة على أنفسهم ، بعد نبذ المسلمين لهم ولآرائهم .

فرق الحَشْويّة وانقساماتها :

انقسمت الحَشْويّة ـ شأنها شأن سائر الفرق والمذاهب ـ إلى أحزاب وفرق وطوائف ، وتسمّت بأسامٍ خاصّة ، حسب آرائها واتّجاهاتها وانتماء اتها ، وقد وقفنا على ما يلي :

1 ـ الخَطابيّة :

قال السُبكي : هم المجسمّة في زماننا ، ويرون أنّهم المسلمون ، وأنّهم أهل السنّة ، ولو عُدّوا عدداً لما بلغ علماؤهم ـ ولا عالمَ فيهم على الحقيقة! ـ مبلغاً يُعتبر .
ويكفّرون غالب علماء الاُمّة .
ثمّ يَعْتَزُون إلى الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهو منهم بري ءٌ ، ولكنّه ابتُلي بالمجسّمة ۱ .
وقال : وفي المبتدعة ـ لا سيّما المجسّمة ـ زيادةٌ لا توجدُ في غيرهم ، وهو : أنّهم يرون الكذبَ لنُصرة مذهبهم ، والشهادة على مَنْ يُخالفهم في العقيدة بما يسوؤه في نفسه وماله ، بالكذب ، تأييداً لاعتقادهم ، ويزدادُ حنقهم وتقرّبهم إلى الله بالكذب عليه بمقدار زيادته في النيل منهم .
فهؤلاء لا يحلُّ لمسلمٍ أن يعتبر كلامهم .
وقال : نصّ الشافعي على عدم قبول شهادة الخَطّابيّة ـ وهم المجسّمة الذين

1.قاعدة في الجرح (۴۹ ـ ۵۰) .

الصفحه من 64