الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 57

العلماء : قال السبكي : مذهب الحَشْويّة ـ في إثبات الجهة ـ مذهبٌ واهٍ ، ساقطٌ ، يظهر فساده من مجرّد تصوّره ، حتّى قالت الأئمّة : لولا اغْترار العامّة بهم ، لما صُرِفَ إليهم عنانُ الفكر ، ولا قطر القلم في الردّ عليهم .
وهم فريقان :
فريقٌ لا يتحاشى من إظهار الحشو ، ويحسبون أنّهم على شي ءٍ ، ألا إنّهم هم الكاذبون .
وفريقٌ يتستّر بمذهب السَلَف ، لسُحْتٍ يأكله أو حُطامٍ يأخذه أو هوىً يجمع عليه الطُغام الجهلة والرعاع السفلة ، لعلمه أنّ إبليس ليس له دأبٌ إلّا خذلان أُمّة محمّد صلّى الله عليه و آله و سلّم ولذلك لا يجمع قلوب العامّة إلّا على بدعةٍ وضلالةٍ يهدم بها الدين ، ويُفسد بها اليقين .
وفي هذا الفريق مَنْ يكذب على السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، ويزعم أنّهم يقولون بمقالته .
ولو أنفق مل ءَ الأرض ذهباً ما استطاع أن يروّج عليهم كلمةً تصدّق دعواه .
وتستّر هذا الفريق بالسَلَف ، حفظاً لرئاسته ، والحُطام الذي يجتليه .
وهؤلاء يتحلّون بالرياء والتقشُّف فيجعلون الروث مفضّضاً ، والكنيف مبيّضاً ، ويزهدون في الذَرّة ليحصّلوا الدُرّة .

أظهروا للناس نُسْكاً-وعلى المنقوش داروا۱

1.يلاحظ أنّ غالب المرتزقة الذين تستأجرهم الوهابية في عصرنا ، هم من المنبوذين الأرذال من الأفغان وبنگلادش والهند والپاكستان ، ممّن لا هَمَّ لهم إلّا الريال والدرهم والدولار والدينار ، يتسلّلون إلى المشاعر المقدّسة في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ودول الخليج ، فتستخدمهم السلطات في المباحث والاستخبارات والأمن باسم العلم والدين ، وشغلهم التجسّس والفتنة وإيذاء المسلمن من المواطنين ومن المهاجرين ومن المُعتمرين والحُجّاج والزائرين! ولكن الله لهم بالمرصاد .

الصفحه من 64