الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 60

القائلين بذلك؟
مدّعياً عدم ورود ذلك في الكتاب والسنّة ولسان السَلَف .
والجواب ـ بعد مُنافاة ذلك لآداب البحث وكونه تضييعاً لأصله ـ أنّ ابن تَيْمِيَّة أبدى جهلاً في هذا :
أوّلاً : لورود اسم (الحَشْويّة) في الحديث الذي مرّ أنّ الطبراني الحافظ أسنده في المعجم الأوسط ، والهيثمي الناقد أخرجه في مجمعه ۱ وإنْ حرّفه محرّفو الكتب إلى «الحَشْيِّية» و «الخَشَبِيَّة» كما مرّ .
وثانياً : لا ملزم من الشرع والعقل ، في استعمال الأسماء المرتجلة ، التي اصطلح واضعوها لمعانيها الخاصّة ، فقد أصبح اسم (الحشو) عَلَماً تنسب إليه الطائفة (الحَشْويّة) باعتبارات شتّى ، مضى ذكرها .
والشأن في ذلك شأن أسماء الأعلام والكنى والألقاب ، فما هذا الضوضاء والتطويل بلا طائل حولها؟ .
وأمّا دلالة الكلمة والاسم على المدح والذمّ ، فهو يتبع المعنى الموضوع له والغرض المذكور له .
مع أنّ الايراد مردودٌ على ابن تَيْمِيَّة نفسه ، في استعماله لكلمة (السَلَف والسَلَفِيّة والمعتزلة والجهمية) وأمثالها ممّا يتداول في البحوث ، فهل يمنع منها؟ بعنوان (ما أنزل الله بها من سلطان)؟!
وأغرب ما توسّل به ابن تَيْمِيَّة في نهاية تطويله هذا ، قوله :
لا نسلّم أنّ الذين عنيتهم ، داخلون في هذه الأسماء التي ذممتها .
ولم يقم دليل شرعيّ على ذمّها .
وإنْ دخلوا فيها ، فلا نسلّم أنّ كلّ مَنْ دخل في هذه الأسماء ، فهو مذموم

1.مجمع الزوائد (۷/۲۰۷) .

الصفحه من 64