الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 63

الحقّ تعرف أهله» .
فما دام الحشو باطلاً فالحَشْويّة ليسوا إلّا أهل الباطل ، مهما نَفخت السَلَفِيّة والتيميّة في جلودهم! ومهما نادوا بهم! وعدّوهم من كبرائهم! .
ويبدو ابن تَيْمِيَّة هنا ـ وبعد تصريحه بأنّ السَلَف والأئمّة يعتقدون بالصفات الخبرية - متبجّحاً بالنتائج المترتّبة على اسم «الحَشْويّة» غير آبٍ أن يكون هو منهم .
وسنأتي في الفصل الثاني على تفاصيل آرائهم والتزاماتهم التي نجد ابن تَيْمِيَّة يقصع بجرّتهم منها ، مفتخراً .

4 ـ الوهابية :

ومن فرق الحَشْويّة في عصرنا الحاضر ، هم الوهابية أتباع محمّد بن عبدالوهّاب الأصفهاني النجدي ، الذي ظهر في أرض نجد ، في شرق الحجاز ، ونشر آراء ابن تَيْمِيَّة الحرّاني ، بعد أن تآمر مع أُمراء الأعراب ، فعاثوا في بلاد الله فساداً ، وفي عباد الله قتلاً ونهباً وتشريداً ، حتّى ملكوا .
قال الشيخ الكوثري : بعنوان : محاولة ابن تَيْمِيَّة بعث الحَشْويّة عن مرقدها :
قد استمرّت فتن المخدوعين من الرواة على طول القرون مجلبة لسخط الله تعالى ولاستخفاف العقلاء من غير أن يخطر ببال عاقل أن يناضل عن سخافات هؤلاء ، إلى أن نبغ في أواخر القرن السابع بدمشق حرّانيٌّ تجرّد للدعوة إلى مذهب هؤلاء الحَشْويّة السخفاء ، متظاهراً بالجمع بين العقل والنقل على حسب فهمه من الكتب ، من دون أستاذٍ يُرشده في مواطن الزلل .
وحاشا العقل الناهض ، والنقل الصحيح أن يتضافرا في الدفاع عن تخريف السخفاء ، إلّا إذا كان العقل عقل صابئٍ ، والنقل نقل صبيٍ .
وكم انخدع بخزعبلاته أُناس ليسوا من التأمّل للجمع بين الرواية والدراية في

الصفحه من 64