الحشويّة نشأة و تأريخاً - الصفحه 64

شيء ، وله مع خلطائه هؤلاء موقف في يوم القيامة لا يُغبط عليه .
ومَنْ درس حياته يجدها كلّها فتناً لا يُثيرها حاظٍ بعقله غيرُ مصابٍ في دينه ۱ .

مواطن الحَشْويّة :

قيل : والغالب على أهل قم التشيّع ، وعلى أهل قاشان الحَشْويّة ۲ .
وتنتشر التيمية والسَلَفِيّة منذ القدم وحتّى اليوم ، في دمشق الشام وما جاورها من البلدان ، لتأصّل جذور النصرانية واليهودية هناك وقربهم منهم ، مع وجود ابن تَيْمِيَّة وحزبه وانتشارهم وكتبهم في تلك الربوع .
وأمّا الوهابيّة ، وقلاعهم الحصينة هي أرض نجد وصحاريها التي استولوا عليها بالنار والسيف والدم ، وكذلك الأراضي المقدّسة ، حيث جثموا على صدور أهلها بالقوّة والقسوة ، وهم ـ بالرغم من السنين الطوال التي قضوها في حكم تلك البلاد ـ لم ينفُذوا في قلوب الناس ولا عقولهم ، إلّا بالتغرير لجماعات بالتطميع ، والجاه والسيطرة ، وغير ذلك من الاُمور التي لا ينغرُّ بها عن دينه مَنْ يعرف الله والحقّ ويتّبع سبيل مَنْ آمَنَ .
ولهذه الأسباب بالذات نجد انتشار الدعوة الوهابيّة في أوساط الأرذال من منبوذي البلاد الاسلامية ، في مصر والهند وبنغلادش ، والپاكستان .
وتجدهم وراء كلّ فتنةٍ وخلافٍ يُحاربون كلّ حركةٍ إسلاميةٍ جادّةٍ ، ودعوةٍ علميةٍ صالحةٍ ،
ويشوّهون سمعة الاسلام والمسلمين بالآراء الباطلة ، والمظاهر الخشنة الوحشية ، باللحى المزيّفة المنفوشة المهملة ، والثياب القصيرة ، والألسنة البذيئة ،

1.السيف الصقيل في الردّ على ابن زفيل (ص۶) .

2.نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (۲/۶۲۶) .

الصفحه من 64