« تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين » للحاكم الجشمي - الصفحه 242

أما في علوم القرآن ، فله جهود كبيرة في تفسير القرآن منها كتاب «التهذيب» في مجلّدات عديدة بالعربيّة ، وتفاسير بالفارسية مبسوط وموجز .
وكتاب «تنبيه الغافلين» من جهوده القرآنية الخالدة ، وقد خصّصه لاحتواء «ما نزل في آل محمّد صلوات الله عليهم من الآيات» القرآنية «ممّا ذكره أهل التفسير» مدعومة بالإيضاح «بالروايات الصحيحة» وملحقة «بما يؤيّدها من الآثار» كما عبّر المؤلِّف نفسه .
وحدّد أهدافه من تأليف الكتاب : أن يكون بياناً عينيّاً لما جاء في حديث الثقلين من نصّ الرسول صلّى الله عليه و آله على استخلافه العترة الطاهرة إلى جنب القرآن الكريم ، لهداية الاُمّة ما إن تمسّكتْ بهما .
فالكتاب يجمع بين كونه تفسيراً لدلالة الآيات الخاصّة تلك ، وبواسطة الأحاديث الشريفة ، فيكون من التفسير بالمأثور ، هذا من جانبٍ .
ومن جانبٍ آخر : فهو كتاب كلاميّ يبحث عن تحديد المرجعية الصالحة لإمامة الأمّة ، مستنداً إلى دلالة تلك الآيات وتلك الروايات ، فهو كتاب يبحث في الإمامة الخاصّة لأهل البيت عليهم السّلام .
ويمتاز ـ بعد هذا ـ بكونه من عيون التراث الإسلامي المتبقى ، رغم الأعاصير التي أودت بأكثر ما ألّفه علماء الشيعة الكرام للدفاع عن حقّ آرائهم وأفكارهم .
ولعلّ انتماءَ هُ الزيديّ ، ووجود تُراثه في اليمن ، بعيداً عن أوساط التعصّبات الطائفية البشعة التي جنت على خزائن الكتب والجهود الفكرية ، أكثر ممّا جنت على النفوس والأموال والأعراض ، هو السبب في بقاء أكثر مؤلّفات هذا الإمام مصونةً عن الإبادة ، والحمد لله .
ويحقّ أن نعتزّ بمثل هذا الكتاب العظيم ، الذي حفظه الله لنا وذخره ، لتقف عليه أجيالنا ، ونعرف ما فيه من علم وحكمة وأدلّة وبراهين على الحقّ ، وليكون دلالة معلومة على اتّصال الفكر الشيعي مستمرّ الحلقات إلى أبعاد التاريخ ، وردّاً عينياً

الصفحه من 256