على أن علي بن محمد الليثي الواسطي المنسوب إليه الكتاب، هو نفس كافي الدين ابن الشرفية، أو وجدنا من يصرّح بنسبة الكتاب إلى كافي الدين ابن الشرفية.
وقد اتضح أنّ المصادر التي ذكرها السيد الطباطبائي رحمه الله لاتساعد على كلا الأمرين، كما لم يزد المحقق في ترجمة المؤلف شيئاً على الذي ذكره السيد رحمه الله .
والدليل الذي يعوز ترجمة المؤلف، هو ما جاء على الصفحة الأولى من نسخة مكتبة السيد المرعشي من الكتاب المرقمة 4440، والصفحة الاُولى من نسخة نفس المكتبة المرقمة 5958، من التصريح باسم الكتاب والمؤلف على هذا النحو: كتاب (عيون الحكم والمواعظ وذخيرة ^۱ المتّعظ والواعظ) تأليف الكافي علي بن محمد بن أبي نزار بن الشرقية الواسطي ^۲ .
وهذا الدليل الذي لم يرد في مقدمة الكتاب المطبوع، هو الذي يقطع أغلب الاختلافات وموارد الخلط في اسم المؤلف ونسبة الكتاب، ولم يبق إلّا التحقيق في كونه (ابن الشرفية) كما في المصادر أو (ابن الشرقية) كما في النسختين، وهل هو ليثي كما جاء في عنوان الكتاب المطبوع، أو ليس كذلك كما جاء في عنوان النسختين؟
وقد تنبّه السيد الطباطبائي رحمه الله إلى المسألة الاُولى فقال: إن الشرفية فيما وجدناه على الأكثر بالفاء، ولكن بالقاف اسم محلّة في واسط ^۳ ، وهو واسطي، فلعلّ الصحيح ابن الشرقية بالقاف ^۴ . فإذا اضيف إلى هذا الاحتمال تصريحُ أقدم نسخ الكتاب ^۵ بكون المؤلف هو ابن الشرقية - بالقاف - وتعضدها نسخة اُخرى كتبت سنة1138هـ ، أحرزنا أنّ المؤلّف هو ابن الشرقية لا ابن الشرفية.